اذا كان الدين هو النظام الالهي الذي يحدد للانسان علاقته بربه وبمجتمعه وبكل ما يحيط به من مخلوقات وبكل الموجودات في الطبيعة التي سخرها الله سبحانه وتعالى لخدمة الانسان .

  واذا كان الاسلام هو دين الرحمة والتراحم والتسامح والمحبة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ومكارم الاخلاق بكل ما يعني ذلك من معاني الخير وسمو النفس وكرامة الانسان وعزته .

  واذا كان الاسلام هو دين الحق والعدالة البشرية وبناء الانسان على اسس الخير لمحاربة عناصر الشر واستئصالها من النفس البشرية .

 فاذا كان هذا هو الدين وهذا هو الاسلام الا انه مع خلافة الدولة الاسلامية في العراق والشام /داعش/ ومع سلوك وممارسات عناصر هذا التنظيم تحول الى مرادف للارهاب وللاجرام وللقتل وللذبح وللاغتصاب وللشر المطلق الذي يثير الاشمئزاز والرعب والكراهية في نفس كل من يسمع بهذا الاسم وامثاله كجبهة النصرة واخواتها , الامر الذي يشوه الصورة الحقيقية للاسلام وذلك عندما تقدم جماعات من هؤلاء وبكل دم بارد على ذبح وقطع رؤوس بعض الاشخاص الابرياء تحت عنوان محاربة الكفر وكان آخرهم البريطاني عامل الاغاثة الذي تطوع لمساعدة المسلمين اللاجئين

في سوريا بنقل المواد الغذائية اليهم وتوزيعها عليهم للتخفيف من معاناتهم ومأساتهم ومن وطأة الجوع عنهم وعن اطفالهم , والذي اعدمته دولة الخلافة الاسلامية داعش بطريقة وحشية ومثيرة للاشمئزاز

وذلك بقطع الرأس على غرار من سبقه من الذين اقدم التنظيم على ذبحهم .

 انه / آلن هينينغ / كان يعمل سائق اجرة في مدينة مانشستر البريطانية قبل ان يتوجه الى سوريا لمساعدة ضحايا الحرب هناك .

  وكان هذا الرجل البالغ من العمر 48 عاما خطف في كانون الاول الماضي خلال عمله متطوعا لنقل مساعدات الى مخيم اللاجئين السوريين .

   ويوصف هينينغ من قبل من عرفوه عن قرب بانه رجل لطيف وعاطفي جدا وهو اب لولدين لا يزالان في سن المراهقة وسافر الى سوريا متطوعا ضمن قافلة انسانية فوقع بين ايدي تنظيم داعش وقد نشرت وسائل الاعلام صورا له وهو يبتسم في اكثر الاحيان ويحمل طفلا سوريا.

  وآلن هينينغ الذي تأثر بمعاناة المدنيين السوريين انضم الى مجموعة

من الاصدقاء السوريين الذين اسسوا جمعية للاعمال الخيرية من اجل نقل المساعدات الانسانية الى مخيمات اللاجئين في هذا البلد وكان

 سافر الى سوريا ضمن القافلة ثلاث مرات .

  وقد اصر على المشاركة في القافلة الاخيرة بدلا من ان يمضي اعياد نهاية العام مع عائلته وكان قد ساهم في جمع التبرعات لتمويل شراء معدات طبية ومساعدات غذائية تقوم الجمعية الخيرية بعد ذلك بنقلها الى سوريا .

  وبعد هذه الواقعة المأساوية فانه يمكن الجزم وبكل ثقة ان آلن هينينغ هو المسلم الحقيقي الذي ذُبح مظلوما غريبا لانه حاول ان يحيي نفوسا بريئة من الموت جوعا ومرضا ,فيما داعش والنصرة وغيرهما

من الجماعات الارهابية هم الكفرة الذين يستظلون بالدين الاسلامي

والاسلام بريء منهم ومن امثالهم ,فهم الذين يقتلون انسانية الانسان

ويذبحون العدالة الانسانية .

                                     طانيوس علي وهبي