حل عيد الأضحى وسقط آخر الآمال بإمكانية الإفراج عن العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية ، وتُرك مسرح التفاوض لنشاط وهمة الوسيط القطري ، مظللا بقرار إجماعي من مجلس الوزراء بالعمل على تحريرهم بكل الوسائل المتاحة .  
ويبدو ان حرص الرئيس تمام سلام على اعتماد كل الشفافية في هذا الملف ، في محله ، فهو لا يريد إعطاء أية وعود غير مضمونة نظرا لان موضوع مقايضة هؤلاء العسكريين بمجموعة من  مسجوني رومية او بغيرهم من الموقوفين ، لم ُيبت في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لا سلبا ولا إيجابا كما كشف الوزير وائل ابو فاعور ، في وقت يظهر ان عملية التفاوض تسير على وقع العبوات المعدة للتفجير والتي تستهدف دوريات الجيش اللبناني في منطقة عرسال . 
وحتى الساعات القليلة الماضية تطابقت مصادر المعلومات المواكبة للمساعي الهادفة الى اطلاق العسكريين ، على طرح التنظيمات الإرهابية لمجموعة من الشروط اقل ما يقال فيها انها تعجيزية ولا يمكن ان تسلك طريقها الى التنفيذ . فهي لا تقتصر على اطلاق سراح الموقوفين بعد الهجوم على مراكز الجيش في عرسال أوائل آب الماضي ، ولا على الاجراءات التي اتخذت حيال مخيمات النازحين السوريين ، بل تتعدى ذلك الى المطالبة بتوفير معابر آمنة بين عرسال وجرودها ، وفك الطوق الذي ُيحكمه الجيش حول المنطقة الامر الذي يؤدي الى امكانية وقوع بلدة عرسال مجددا تحت قبضة هؤلاء الارهابيين وانفتاح الوضع على صراع وموجهات لا تحمد عقباها . 
إرباك ما بعده إرباك ومأزق ما بعده مأزق ، وفي مقابل إصرار اهالي العسكريين على تمضية عيد الأضحى على طريق ضهر البيدر ، لا ينال هؤلاء من الجهات الرسمية الاّ التعاطف والتفهم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .. جوع رؤية أبنائهم وقد أُطلقوا سالمين معافين ... 
مصدر وزاري قال  ًللبنان الجديد ً ان الخطوة البديهية التي يجب ان تقدم عليها الحكومة هي الخروج من دائرة إرباكها في مقاربة هذا الملف وبالتالي الشروع في فكفكة العقد التي تحول دون عملية مقايضة حقيقية . فمع مرور الوقت وعمليات الإطالة والمماطلة في عدم حسمه ، تحول لدى الخاطفين الى مسألة كسر عضم ، فهم في البداية لم يبدوا أية مرونة ، فما الذي يجعلهم راغبين في إبدائها اليوم ، خصوصا وان قضية من هذا النوع مكبلة بهذا الكم من الظروف غير المحلية ، ليس في وسع الحكومة تخطيها ولا تملك إمكانية التأثير فيها حتى ...