هل تحتاج داعش الى حشد دولي ؟ سؤال يلّح علينا وباستمرار لتوفير اجابات شافية ومفيدة تعطينا أسباب مقبولة لقيام حلف دولي جُنّد من قبل أمريكا لمواجهة تنظيم مبتكر وبوسائل قديمة وأدوات متواضعة أمام ماكنة الغرب الساحقة للبشر والحجر في آن معاً .

أنا من غير المقتنعين بالهدف المعلن لجماعة الحلف الأمريكي ضدّ داعش ليس من قبيل ما يُروج في الاعلام الصبياني لوسائل الممانعة بأن الدولة الاسلامية الوليدة متولّدة على القابلة القانونية الأمريكية بل من قبيل التضخيم الذي أتاحته الولايات المتحدة حول ظاهرة  داعش والذي لا يحتاج الى موافقة الكونغرس ولا الى المجالس الغربية المُرخصة للحكومات مشاركتها في الحرب على الدولة الاسلامية في الشام والعراق .

اذاً نحن أمام عرض قوّة دولية كان من المفروض أن يكون مقابل حلف دولي آخر وعلى سبيل المثال من الممكن ان نفهم قيام هذا الحلف بوجه حلف روسي صيني كوري ايراني – والمثل هنا يُضرب ولا يُقاس – لأنه لن يقوم حلف كهذا لا في الحاضر ولا في المستقبل .ولكن أن تحتشد دول ضدّ داعش جماعات الجمال والبغال ففي الأمر ريبة .

أعتقد أن مواقف ايران من الحشد الدولي أجابت بشكل واضح عن السؤال المُبهم فهي شككت في نوايا المجتمع المحتشد ضدّ داعش واعتبرت ذلك تدعيماً لتنظيم الدولة الاسلامية وليس حرباً ضدّه كما أن سقوط صنعاء السهل والمُسهل بيد الحوثيين الموالين لايران في اللحظة التي تشن بها أمريكا وحلفائها هجوماً على مواقع النُصرة وداعش مؤشر على ما وراء الحرب المُخاضة في العراق وسورية والنازعة نحو اعادة التموضع الجديد للتوازنات الاقليمية .

بمعنى آخر اذا قام التحالف بضرب داعش ومعها النصرة فهذا يعني عودة ميمونة للنظام السوري من بوابة الاختلال في موازين القوى السورية وللسلطة العراقية المفقودة في العراق وهذا ما يُبقي ايران متحكمة بسياسات الدولتين فهل الحلف الذي يضم خليجيين يعمل لصالح ايران ؟ بالتأكيد لا.. لذا نؤيد القول بأن أمريكا -التي لا نثق بها - قد قررت اخراج سورية والعراق من الجيب الايراني على ذمّة مسؤول فاتيكاني كشف عن موقف أميركي جديد يصب لصالح المتضررين من السيطرة الايرانية على العراق وسورية .

من هنا كان استعجال ايران في دخول اليمن فاتحين لتحصيل ورقة قدّ تعوّض عليها خسارتها لنصف الهلال الشيعي وللعب مباشرة بالأمن السعودي لابقاء منطقة الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة على توازن اقليمي متحكم بسياساتها .

اذاً الحشد الدولي ضدّ داعش في العراق وسورية أمّا يكون لصالح ايران وأّمّا يكون ضدّها ولا ثالث لهما ؟