الحرب علي الارهاب بدأ , والتحالف الدولي الذي يضم اكثر من اربعين دولة عربية وغربية وتقوده الولايات المتحدة الاميركية بدأ بشن غارات جوية مكثفة وذات قوة تدميرية هائلة واطلاق صواريخ تتميز بمستوى عالي جدا من الدقة في تحقيق اهدافها واهمها صواريخ من نوع /توما هوك/من السفن والبوارج الحربية الاميركية المتواجدة في البحر الاحمر والخليج العربي مستهدفة المراكز العسكرية ومخازن الاسلحة وغرف العمليات واماكن التجمعات البشرية ومراكز التدريب للجماعات الارهابية والتكفيرية بما فيها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام / داعش / وجبهة النصرة ومجموعة خراسان المتخصصة في التحضير والتخطيط والتدريب لعمليات تفجير مروعة وكبيرة على غرار عملية تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في الولايات المتحدة في الحادي عشر من ايلول عام 2001  وذهب ضحية هذا التفجير الكبير ما يقارب الثلاثة الاف قتيل واكثر من عشرة الاف جريح ومعوق اضافة الى تفجير مبنى وزارة الدفاع الاميركية/البنتاغون/. ومجموعة خراسان التي تم الكشف عنها مؤخرا , وبحسب مصادر امنية وعسكرية اميركية فانها قد تكون بصدد التخطيط لعمليات تفجير مماثلة تستهدف مراكز تجارية واقتصادية مهمة في كافة الدول المشاركة في هذا التحالف الدولي سواء  اكانت عربية اوغربية بما فيها الولايات المتحدة الاميركية .

  وهذه الجماعات الارهابية والمتوالدة كلها من تنظيم القاعدة فانها تنتشر بشكل واسع على الاراضي العراقية والسورية حيث تستهدفها قوات التحالف بالضربات الجوية والصاروخية .

  ام في ما يتعلق بلبنان فيبدو الامر مختلفا ويشوبه الكثير من الغموض والتعقيد والاختلاف في ظل الخلاف القائم بين من يؤيد الانضمام للتحالف الدولي ومعارض لهذا الانضمام , وطبعا لكل طرف مبرراته وفلسفته في الدفاع عن رأيه ووجهة نظره .

    فمع ان التقديرات الصادرة عن اجهزة امنية داخلية واقليمية ودولية تؤكد على وجود ما يقارب السبعة الاف الى عشرة الاف من هؤلاء الارهابيين ومنتشرين على امتداد وفي سفوح سلسلة لبنان الشرقية ومتواجدين في مغاور وكهوف ذات تحصينات طبيعية قوية بحيث يصعب اختراقها وضربها.

 ومع ان الجيش اللبناني سبق التحالف في حربه على الارهابيين وخاض معركة عرسال التي نجم عنها عشرات الشهداء والجرحى من المؤسسة العسكرية ومن المدنيين وادت الى اختطاف ما يقارب الثلاثين عسكريا من الجيش اللبناني والامن الداخلي ولا يزالون مهددين بالقتل والذبح من قبل هذه الجماعات .

  ومع المداهمات المتكررة يوميا التي يقوم بها الجيش اللبناني ويتم خلالها القاء القبض على خلايا تضم عناصر من هذه الجماعات الارهابية. ومع الكشف عن الكثير من السيارات المفخخة والمعدة للتفجير الانتحاري سوى التي تم تفجيرها واودت بحياة العشرات من المدنيين الابرياء .

  ومع التهديدات الصادرة عن بعض زعماء هذه الجماعات بمهاجمة مدن   لبنانية  ولا سيما العاصمة بيروت .

  فبالرغم من كل هذه المخاطر التي تهدد  بها هذه الجماعات الارهابية فاننا نسمع في البلد من يحذر من مغبة الانضمام للتحالف الدولي وحتى من التنسيق مع بعض دول هذا التحالف لدرء خطر هؤلاء الارهابيين . والتحذير يأتي من الفريق الموالي لايران ومرده لسبب واحد

  وهو استبعاد ايران والنظام السوري من الانضمام لقوات التحالف ,رغم كل التبريرات التي يسوقها والتي لم تعد تقنع احدا .

    لكن رغم كل هذه التحذيرات والعقبات فان المؤسسة العسكرية يبدو انها حسمت امرها وخرجت من هذا التراشق الاعلامي بين السياسيين وهي في صدد التحضير لأي معركة قد تفرض عليها من قبل داعش او النصرة وغيرهما , وذلك بتنسيق ودعم كاملين من بعض الدول المعنية بمحاربة الارهاب , والمطلوب من الشعب اللبناني ان يقف بكافة طوائفه ومذاهبه صفا واحدا كالبنيان المرصوص خلف جيشه الوطني للدفاع عن الوطن لبنان متجاوزا كل التحذيرات والخلافات الجانبية

                                    طانيوس علي وهبي