واخيرا حسمت الولايات المتحدة الاميركية الجدل ووسعت حربها ضد الجماعات الارهابية لتشمل سوريا /موضع الجدل /حيث شنت مقاتلات اميركية واخرى عربية من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وقطر والبحرين والاردن يوم الثلاثاء الماضي فجرا اكثر من خمسين غارة جوية على عشرات الاهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام /داعش/وجبهة النصرة المتفرعة من تنظيم القاعدة الام وعلى مجموعة اخرى لم يتم التداول باسمها سابقا وتطلق على نفسها /مجموعة خراسان /التابعة لتنظيم القاعدة ايضا مما اوقع وحسب المعلومات الواردة من واشنطن اكثر من /120/قتيلا من الارهابيين , وقد نفت الادارة الاميركية ان تكون قد ابلغت الحكومة السورية سابقا عن نيتها شن الغارات فيما وزارة الخارجية السورية قالت انها تبلغت عن هذه الغارات قبل ساعات من وقوعها .

  هذه الغارات وان جاءت في سياق مهمة التحالف الدولي الذي تم انشاؤه وضم اربعين دولة غربية وعربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية لمحاربة الجماعات الارهابية وبالتالي فانها لم تكن مفاجأة فقد سبقها ومنذ ما يقارب الشهر غارات متفرقة على الاراضي العراقية استهدفت مواقع لداعش لكنها لم تكن بهذا الحجم من القوة التدميرية وكثافة النيران ,الا ان الادارة الاميركية باستهدافها مواقع الارهابيين على الاراضي السورية وفي هذا التوقيت ربما يعود لسببين بارزين على الاقل, وكما رشح من معلومات صحفية وامنية صدرت خلال تصريحات لبعض قيادات اركان التحالف وهما :

  اولا ـــ يقول محلل عسكري اميركي ان الولايات المتحدة الاميركية اوقعت تنظيم داعش في الفخ من خلال توجيه ضربات محدودة له في العراق واشعاره بالامان في سوريا من اجل نقل قواته اليها تمهيدا لضربها بعد تجمعها معتبرا ان كثافة الضربات التي حصلت في سوريا تؤكد هذا الرأي , اذ ان القصف استهدف اكثر من عشرين هدفا في سوريا , والهدف من القصف العراقي كان دفع التنظيم الى الشعور بامان زائف في سوريا تمهيدا لقصفه هناك لاحقا .

   ويتابع المحلل العسكري ان تنظيم داعش ارتكب خطأ بافتراض ان الضربة في سوريا اذا حصلت ستكون مثل الضربات في العراق اي غارات متفرقة على اهداف صغيرة في حين ان ما جري في الواقع كان ضربات شاملة على عشرين هدف .

  ثانيا  ـــــ  وكما جاء على لسان مسؤول اميركي كبير ان العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية في سوريا لمحاربة الجماعات الارهابية فانها شملت اضافة لتنظيم داعش وجبهة النصرة مجموعة تطلق على نفسها / مجموعة خراسان / وتنتمي الى تنظيم القاعدة وانها كانت على وشك قيام هذه المجموعة بتنفيذ هجمات كبيرة ضد الغرب . والتقارير الاستخباراتية اشارت الى ان هذه المجموعة كانت في المراحل الاخيرة من التخطيط لتنفيذ هجمات بالغة الخطورة ضد اهداف غربية وربما في الولايات المتحدة الاميركية .

   وقال مدير العمليات لهيئة الاركان المشتركة / وليام مايفيل /ان اكثر من اربعين صاروخا من نوع / توماهوك /اطلقت وان اغلبية الضربات بهذه الصواريخ كانت ضد مجموعة خراسان .

    وقال ناطق باسم الجيش الاميركي ان الولايات المتحدة الاميركية تحركت لاجهاض هجوم كان على قيد الاعداد ضد مصالحها والمصالح الغربية عبر شبكة خراسان وكانت قد اتخذت من سوريا ملجاءا آمنا لها. واضاف البيان ان الغارات استهدفت هذه الشبكة بثمان ضربات عسكرية غرب حلب حيث يوجد معسكرات التدريب التابعة لها ومراكز القيادة والسيطرة وتصنيع ووضع المتفجرات .

   ومن جهتها وزارة الدفاع الاميركية / البنتاغون /اعلنت ان الغارات الجوية في سوريا قضت على مجموعة خراسان  واظهرت التقييمات الاولية التي اجرتها وزارة الدفاع ان الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد الجماعات المتطرفة والارهابية في سوريا كانت ناجحة للغاية .

  اشارة لا بد منها وهي ان الحرب العالمية على الارهاب قد بدأت , ومن الطبيعي ان يترتب على هذه الحرب اثمان وربما تكون اثمان باهظة ستدفعها بعض الدول , وطالما ان هناك دول ستدفع اثمان فمن الضروري بمكان ان هناك دول ستقبض من هذه الاثمان وتستفيد منها واول المستفيدين بالطبع هي زعيمة هذا التحالف الدولي وهي الولايات المتحدة الاميركية التي تقود العالم الى حرب وجودية ومصيرية ضد الارهاب ,فاميركا ليست كاريتاس ولا جمعية خيرية كما يتوهم البعض .

                          طانيوس علي وهبي