النزوح السوري الى لبنان الذي يتزايد يوميا وبشكل مضطرد بات يشكل عبئا ثقيلا على البلد لا يقوى على تحمله وقد يسبب له مشاكل مختلفة الاتجاهات /اقتصادية ــ معيشية ــ اجتماعية ــ امنية /يصبح من الصعب بل ربما من المستحيل معالجتها ان لم يسارع المسؤولين اللبنانيين وبالسرعة القصوى الى البحث عن ايجاد حلول لها وذلك بالتعاون مع كافة الاطراف الاقليمية والدولية المعنية بهذا الشأن وقبل ان تتحول الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي لحظة ومع اي شرارة تقترب منها .

  فهذه المشكلة التي حجبتها لفترة معركة جرود عرسال بين الجيش اللبناني والجماعات الارهابية كتنظيم داعش وجبهة النصرة وما ترتب عليها من تداعيات خطيرة عادت الى واجهة القضايا الملحة والتي تفترض علاجا سريعا .

  ان خطورة هذه المشكلة دفعت ببعض المسؤولين اللبنانيين الى الاهتمام  بها بجدية , وقبل ان تتفاقم , وسيحمل رئيس الحكومة تمام سلام ملف النزوح السوري الى نيويورك حيث سيخاطب المجتمع الدولي في 26 من الشهر الجاري مرتين :

  الاولى امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورة انعقادها ال69

  الثانية خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان حيث سيحض المشاركين على الوفاء بوعد الدول المانحة وسواها ودفع ما عليها وذلك في قمة الكويت الثانية التي انعقدت في المرة الاولى في الربيع الماضي

 لأن عدد النازحين السوريين الى ازدياد وتبرز اثاره السلبية على لبنان وخصوصا من الناحية الامنية بعدما تبين ان بعض سكان المخيمات في عرسال هم مسلحون قاتلوا الجيش اللبناني الى جانب مسلحي تنظيم داعش وجبهة النصرة , واما لجهة الاوضاع المعيشية فان سلام سيضع النقاط على الحروف وسيبين مدى الخسائر الناجمة عن الاستهلاك اليومي لهؤلاء النازحين من خدمات حياتية ملحة كالكهرباء والماء والخبز والمدعوم من الدولة اللبنانية .

    وتعزيزا للموقف الرسمي اللبناني فان مفوض الامم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين / انطونيو غوتيريس /يصف الازمة السورية بانها اسوأ ازمة انسانية في العصر الحالي ويعتبر ان (( النزوح السوري الكثيف الى لبنان اثر في حياة اللبنانيين اليومية والرواتب والايجارات والنظام التعليمي والصحي والبنية الاساسية من ماء وكهرباء وكل ذلك يتطلب دعما ضخما من المجتمع الدولي ويحق للبنان ان يطالب المجتمع الدولي بالمشاركة في تحمل العبء )) .

   وفي السياق عينه فان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس سيحضر المؤتمر الذي سيعقد في الكويت في 12 و 13 من شهر تشرين الاول المقبل وفي الشارقة في  14 منه , وسيحض الدول المشاركة على الأيفاء بتعهداتها تجاه اللاجئين السوريين في لبنان وسيمثل لبنان في المؤتمرين بعدما تلقى الدعوة الى المؤتمر الاول من المستشار في الديوان الاميري الكويتي عبدالله معتوق والدعوة الثانية من المفوض الاقليمي للاجئين .

    مصادر سياسية لبنانية ابدت املها في تجاوب المجتمع الدولي وعلى الأخص الدول المانحة والدول العربية النفطية ووقوفها بجانب لبنان فعلا لا قولا فتدفع نفقات النازحين قبل ان تتحول مشكلة هؤلاء  الى انفجار كبير قد يدوي في لحظة .