فيما تواصل الولايات المتحدة الاميركية حشد حلفائها لتشكيل تحالف عسكري ولوجستي يهدف الى القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام /داعش /في منطقة الشرق الاوسط ويتمثل بتوجيه ضربات عسكرية جوية على التجمعات البشرية والعسكرية لهذا التنظيم في كل من العراق وسوريا وذلك بالتنسيق مع قوات برية عربية على الارض , فان ايران تشكك في مصداقية وجدية مساعي الادارة للقضاء على هذا التنظيم المتطرف .

     وتنفي كل من ايران والولايات المتحدة وجود اي مشروع للتعاون بينهما لمكافحة الجماعات الارهابية التكفيرية ,بسبب التضارب في المواقف حول التعاطي مع هذا الملف الشائك وخاصة التضارب في المصالح مع دول المنطقة .

     وتحاول طهران جاهدة ان تكون شريكا في التحالفات الاقليمية والدولية التي فرضتها ظروف المنطقة المهددة بتقدم تنظيم داعش ,لكنها حتى الان على الاقل لم تحصل على اعتراف صريح وعلني بضرورة الاستعانة بها في العراق رغم بعض التصريحات الغربية الي تؤكد على الدور المؤثر الذي تستطيع ايران لعبه في محاربة الارهاب والتطرف في المنطقة .

    ويسعى المسؤولون الايرانيون في الخفاء وعلى كل المستويات للمشاركة في الحرب الدولية على تنظيم  داعش الذي يهدد ايران لقربه من حدودها كما يقولون لكنه في المقابل يسمح لها بترميم علاقاتها مع الجميع عبر تقديم التعاون الايراني للقضاء عليه ان تمت دعوتها رسميا للانضمام المستحيل للحلف الدولي .

     وحسب بعض المحللين فان الاعتراف الدولي بالدور الايراني في محاربة تنظيم داعش سيعطي طهران ثقلا يتناغم مع سياسة حكومة الرئيس حسن روحاني وهو ما تبحث عنه ايران الآن للخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليها خلال السنوات الماضية بسبب سياساتها التوسعية في المنطقة , كما واشار المحللون الى ان طهران اثارت //بموضوع المشاركة في التحالف الدولي على الارهابيين في العراق ولو بشكل غير معلن // حفيظة الغرب وكذلك الدول المجاورة لها ,من امكانية تعزيز نفوذها في المنطقة ,لذلك فلم ولن تطرح واشنطن مسألة مشاركتها في هذا التحالف الدولي .

     وما يزيد تلك التأكيدات هو ما جاء على لسان وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال تصريحاته يوم امس الاول والتي نفى فيها وجود  نية لدى بلاده للتعاون عسكريا مع ايران او غيره من اشكال التعاون في الحرب الدولية على داعش .

     ويرى بعض المراقبين ان استبعاد الادارة الاميركية لأيران عن التحالف الدولي والذي يضم اصدقاء الولايات المتحدة الاميركية فقط ,على الرغم من الدور البارز والايجابي الذي يمكن ان تلعبه في المنطقة ,يأتي على خلفية رغبة الرئيس الاميركي اوباما بالتفرد بالتخطيط والتكتيك حسبما تقتضيه المصلحة الاميركية بالدرجة الاولى .

    ويشار هنا الى ان اربعين دولة عربية وغربية انضمت الى الحلف الدولي استعدادا لبدء معركة مصيرية ضد الاسلاميين المتطرفين في الشرق الاوسط .

    وعلى خلفية استبعاد طهران عن هذا التحالف جاء التشكيك الايراني به وبامكانية تحقبق اهدافه المعلنة ,حيث ذكرت الخارجية الايرانية ان هناك علامات استفهام بشأن الائتلاف الدولي المزعوم ضد الارهاب .

   وقد ذكر بعض المحللين ان التشكيك الايراني بالتحالف الدولي الذي استبعدت عنه يأتي في اطار الحرب الكلامية بين طهران وواشنطن .

                                    طانيوس علي وهبي