ملف العسكريين المخطوفين يرخي بظلاله الثقيلة على الساحة السياسية اللبنانية وأدى منذ يومين الى ارتدادات امنية خطيرة كادت ان تفجر الصراع في البلد لولا نجاح الاتصالات والمعالجات السياسية والحزبية التي جرت على اعلى المستويات وشارك فيها الجميع وساهمت في وأد الفتنة المذهبية والطائفية في مهدها واحتواء التوتر في الشارع ووقف اعمال الخطف والخطف المضاد والتي تكللت باطلاق المواطن ايمن صوان اذ تسلمته مديرية المخابرات التي استكملت التحقبق لكشف ملابسات عملية خطفه وأدى الى خطف مضاد رافقه نزول على الشوارع واقامة الحواجز على اغلب الطرقات الدولية في لبنان وخطف على الهوية ,وقد استغل البعض هذه الفوضى الامنية واقدم على خطف بعض الابرياء بهدف الابتزاز والمطالبة بفدية مالية .

  وفيما يتعلق بملف العسكريين المخطوفين فقد دخل جولة جديدة من المفاوضات التي ترعاها قطر اذ انه من المفترض ان يكون المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم قد سافر الىالعاصمة القطرية من اجل اطلاق مرحلة جديدة من المفاوضات التي ترعاها الدوحة ووضع المسؤولين فيها في حصيلة الجولة الاولى من المفاوضات التي كان بدأها موفدها الى عرسال الذي التقى قادة جبهة النصرة وتنظيم داعش ,وفي هذا الاطار رشح عن اللواء ابراهيم كلاما فيه شيء من التفاؤل بأن هناك املا بامكانية حل مشكلة المخطوفين تفضي الى نهاية سعيدة .

  وفي سياق الاتصالات واللقاءات الايجابية التي شهدتها الساحة اللبنانية هو اللقاء الذي تم بين الامين العام لحزب الله السد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ودام لأكثر من خمس ساعات وتطرق الى مجمل القضايا والمشاكل التي يمر بها البلد. وانتهى اللقاء ببيان مشترك صدر عن الطرفين يشجع على التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر على باقي القوى تحصينا للوضع الداخلي في مواجهة الفتنة المرفوضة . واكدالبيان على تطابق وجهات النظر في ما يخص خطر الموجة الارهابية والتكفيرية التي تؤسس للفوضى الشاملة والتي يتوجب مواجهتها .

   لكن الابرز في البيان هو تشديد الطرفين على مواجهة الارهاب بكافة الوسائل وعلى رأسها تحصين الوحدة الوطنية وتوفير الاستقرارالداخلي وتحقيق بناء الدولة على الاسس الميثاقية السليمة . ومن الطبيعي ان هناك نقاطا سرية لم يتسرب منها شيء الى الاعلام يكون قد اثارها السيد حسن نصرالله مع حليفه العماد ميشال عون لها علاقة بملف الاستحقاق الرئاسي المعطل منذ اكثر من ثلاثة اشهر وما يتركه الفراغ الرئاسي من آثار سلبية على الوضع اللبناني في اطار العاصفة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها عليه ,وانه من الضروري بمكان انتخاب رئيس للجمهورية يساهم في تحصين الساحة السياسية اللبنانية من الاخطار المحيطة بنا والتي قد تداهمنا مع اي خلل امني ,وربما يكون السيدنصرالله تمنى على حليفه ونتيجة العلاقة الوثيقة التي تربطهما ازالة العراقيل التي تحول دون تحقيق هذا الاستحقاق والذي يبدو ملحا في هذه اللحظة الحرجة وتسهيل عملية اختيار رئيس توافقي يحظى بموافقة واحترام طرفي الصراع في البلد (8 و 14 ) آذار ويمكن ان يحمل ذات المواصفات التي يتمتع بها رئيس الحكومة بغض النظر عمن يمكن ان تكون شخصية هذا الرئيس .

                                            طانيوس علي وهبي