لا يملك أحد من مشايخ «هيئة علماء المسلمين» جواباً حول الأسباب الفعلية التي دفعت تنظيم «داعش» لإعدام الرقيب السيد ذبحاً. ربما يتجنّبون الدخول في خلفيات ذلك لاعتبارات تتعلّق بإبقاء خيط التواصل قائماً لإبقاء المفاوضات في مسارها ومنعاً لأي رد فعل ينعكس على باقي المخطوفين.
لكن المخاوف تزايدت أمس من أن تكون المفاوضات عادت إلى نقطة الصفر بعد أن أعلن أحد المواقع الناطقة باسم التنظيم عن تنحية «أبو طلال» عن المفاوضات في ملف العسكريين وتكليف «أبو حسن السوري» مكانه.
في رأي كثر من المتابعين أن قضية الرقيب الشهيد علي السيد هي بمثابة لغز يتضمّن مجموعة كبيرة من الأسئلة التي لا أجوبة لها في الوقت الراهن، لأن أحداً لا يملك المعطيات الكافية التي يمكن البناء عليها لتفسير هذا اللغز.
وفي ظل البحث المستمر عن إجابات شافية، تكثر الاجتهادات التي يمكن حصرها بثلاثة أهداف:
أولا: جس نبض للمناطق السنية في تعاطفها مع المؤسسة العسكرية، وكيفية تعاطي أبنائها مع حدث خطير من هذا النوع.
ثانيا: محاولة زرع الفتنة بين الجيش وبين الطائفة السنية التي يشكل أبناؤها السواد الأعظم من المؤسسة العسكرية، أو لتعميم الاحباط في صفوف العسكريين عموما خلال أية مواجهة عسكرية مقبلة في عرسال.
ثالثا: اختبار ردات الفعل على النازحين السوريين الذين يقيمون ضمن مخيمات، خصوصا بعدما حاولت «هيئة العلماء» مؤخّرا عبر اتصالاتها الفردية مع قيادات المجموعات المسلحة ربط سلامة النازحين السوريين في كثير من المناطق اللبنانية بسلامة العسكريين المحتجزين.
إلا أن مصادر قيادية في «هيئة العلماء المسلمين» تستبعد أن يكون لـ«داعش» مثل هذه الاستراتيجيات السياسية والأمنية، مؤكدة أنه يتبنى ثقافة القتل العشوائي من دون تمييز بين طائفة وأخرى أو بين مذهب وآخر.
وتقول هذه المصادر لـ«السفير» إن ما جرى يؤكد «أن تنظيم داعش ليس عنده خطوط حمراء. هو يعتبر أكثرية المشايخ، بداية، ومعهم كل العسكريين من السنة في المؤسسات الأمنية اللبنانية، مرتدين. وهو لن يتوانى عن قتلهم في حال تمكن منهم، ما يعني أن الخطر أكبر هو على السنة قبل غيرهم».