علي السيد لم اكن لاعرفه وحتى لم اكن قد سمعت به وغيري كثيرون كانوا لايعرفونه ,بل ربما قلة قليلة هم الذين كانوا يعرفونه ,اما اليوم فقد عرفته ومعي العالم اجمع لقد عرفه ,العالم على امتداد الكرة الارضية عرفه وعرفته....عرفناه من خلال وسائط التواصل الاجتماعي ومن خلال الوسائل الاعلامية ...عرفناه عندما رأيناه يساق الى الذبح بهدوء وبقلب مطمئن ونفس راضية مرضية بقضاء الله وقدره وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين بين ثلة من مخلوقات غريبة عجيبة ,غريبة في اطوارها وعجيبة في اشكالها ,فهي مخلوقات لا تشبه البشر في شيء لا شكلا ولا مضمونا ويمكن ان تشبه اي شيء الا البشر .عرفناه وهو يسير بينهم في ارض غير ذي زرع وغير ذي بشر وغير ذي حياة وهم يسوقونه الى الموت . عرفناه وهم يلقونه ارضا على بطنه ويتقدم جلاده ,وكلهم جلادين ,لأنهم لا يختلفون عن بعضهم في شيء ,ويمسك باحدى يديه رأس الضحية ويرفعه وباليد الاخرى سكينا.ويبدأمعصيته التي تهتز لها اركان الكون يبدأبحز رقبته بدم بارد دونما ان يرف لاحد من هؤلاء القتلة جفن ,بل يتقدم آخر لبساعد الاول في اتمام مهمة الذبح بنجاح والتي جاوزت المألوف من حيث الفترة التي تستغرقها هذه العملية الشنعاء ,وما ان انتهيا من معصيتهما التي لا يعادلها غير معصية ابن آدم الذي قتل اخيه وغير اثم عاقر ناقة صالح وغير جريمة قاتل يحي بن زكريا . ما ان انتهيا من فصل الرأس عن الجسد حتى وضعا الرأس على ظهر الضحية المظلوم وهو ممدد على بطنه والدم يفور بلغة لا يفهمها بني البشر ولكنها تنم عن صراخ وصيحات في وجوههم ....يا اعداء يا اعداء الانسانية لماذا ذبحتوني ؟؟؟؟؟؟...... أ......لذنب اقترفته ؟؟؟؟ام لسنة بدلتها ؟؟؟ ام لشريعة بدلتها ؟؟؟؟؟فبأي حق وبأي دين وبأي مذهب ذبحتوني ؟؟؟؟؟

   عرفت علي وهو يقدم نفسه شهيدا عن الوطن وقربانا عن الشعب ,وربما غيره كثيرون قدموا انفسهم قرابين وقضوا شهداء في سبيل الواجب ,ولكني شعرت مع علي السيد وكأن الذين احتزوا رأسه فانهم يستهدفون الوطن كله ويهدفون الى قطع رأس لبنان ,لكنهم تريثوا لانهم لم يجدوا للبنان رأس ,فالجمهورية اليوم بلا رأس ,. فعلي السيد قدم نفسه قربانا عن الوطن كي يبقى الوطن وطنا حرا وسيدا ومستقلا وصامدا بوجه الاعاصير العاتية , لكن الخشية ان يكون هناك من يسعى لتقديم الوطن ببشره وحجره قربانا عن مشاريع اقليمية ودولية . ولكي لا يضيع دم علي السيد هدرا وكي يرتاح في قبره مطمئنا بعد ان قدم اعز ما يملك وحتى لا نفسح المجال لمن يحاولون الاصطياد في الماء العكر ولمن يحاولون تقديم لبنان قربانا على مذبح المصالح الاقليمية والدولية , لا بد للبنانيين من التكاتف والتعاون واصلاح ذات بينهم ليكونوا يدا واحدة في وجه من يريد بهم شرا عملا بالمثل القائل (جارك القريب خير من اخيك البعيد ). ونقطة الانطلاق تكون بانجاز الملفات العالقة واولها انتخاب رأس للبلاد ,حتى نتمكن من تفويت الفرصة على الذين يريدون شرا بلبنان امثال قتلة المرحوم علي السيد

                                   طانيوس علي وهبي