بالرغم من ان التصريحات التي اعقبت اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الخليجية والتي ادلى بها كل من وزيري خارجية الكويت وسلطنة عمان تحمل مسحة من التفاؤل والايجابية حول حل الخلافات بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين من جهة اخرى الا ان مصادر دبلوماسية خليجية اكدت ان الخلاف القطري الخليجي لم يحل حتى الان خاصة ان قطر لم توقع على محضر اللجنة الفنية لمتابعة اتفاق الرياض الذي انعقد في وقت سابق بين الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والامير تميم بن حمد امير قطر في العاصمة السعودية ,مما يعني استمرار الخلافات الاساسية التي تمنع من الوصول الى حل نهائي ,وكذلك اكدت المصادر اياها انه لا يوجد لا يوجد قرار باعادة السفراء لكل من البحرين والامارات والسعودية الى الدوحة لان الخلاف لم يحل اصلا .

    وكانت الدول الثلاث قد سحبت سفرائها من قطر الشهر الماضي علي خلفية عدم التزام قطر ببنود اتفاق الرياض .فالمجلس الوزاري الخليجي انهى دورته /132/ السبت الماضي في الثلاثين من آب عام 2014 الذي انعقد في جدة بمشاركة وزراء خارجية الدول الاعضاء وبحضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف بن راشد الزياني .

   واذا كان لقاء جدة الخليجي قد انعقد تحت ضغط الازمات الاقليمية المتعلقة بمواجهة موجة الارهاب والتطرف الا انه بقس قاصرا عن ايجاد حلول للمشاكل العالقة بين قطر والدول الثلاث بوجه عام والسعودية بوجه خاص وذلك يعود الى عمق القضايا الخلافية بين الطرفين .

    فالعلاقات بين السعودية وقطر كانت تمر بفترات متقطعة من الهدوء ما تلبث ان تشهد انتكاسة وتوترا حادا .والخلافات بالاساس تعود للعام 1913 حين قرر الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحاق قطر بدولته السعودية ,لكنه اضطر وبضغط من بريطانيا للتراجع عن قراره والاعتراف بحدود قطر .وفي العام 1995 اتهمت قطر السعودية بانها وراء انقلاب عسكري يستهدفها لكنها تمكنت من احباطه ,وفي العام 2008 تفجر الخلاف مجددا بين الدولتين على خلفية العدوان الاسرائيلي على غزة فتولت قطر عقد قمة عربية في الدوحة للضغط على مجلس الامن لارغام اسرائيل على وقف العدوان ولكن السعودية قاطعت القمة .ومع بدء الربيع العربي  بدا ما يمكن وصفه بتحالف الضرورة بين قطر والسعودية وباقي الدول الخليجية لمواجهة تداعيات الحراك الشعبي الذي كان يقترب من الخليج . لكن الاخطر في ملف العلاقة السعودية القطرية هو تسرب مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية القطري السابق والرئيس الليبي السابق معمر القذافي افصح الوزير القطري عن خطة لانهاء السعودية على يديه واصفا النظام السعودي بانه نظام هرم .وازدادت الخلافات حدة حين وصف الامير السعودي بندر بن عبدالعزيز قطر بانه عبارة عن ((300 شخص وقناة تلفزيونية ))وهذا لا يشكل دولة ثم تصاعد الخلاف مؤخرا عندما قررت السعودية سحب الملف السوري من القطريين والاتراك ...واليوم يبدو ان ثمة مواقف تصعيدية متوقعة من الطرفين وهذا يفتح الباب امام احتمالات عديدة .

                                       طانيوس علي وهبي