لبنان بكل ملفاته ومشاكله وازماته لا زال موضوعا في الثلاجة اما حكامه وقياداته من 8و14 آذار ونوابه ووزرائه وكل من له باع طويل في الشأن العام فانهم يتكأون على جدار من الاسمنت المسلح يحجب خلفه قرار كبير  يتضمن توافق دولي واقليمي للنأي بلبنان وتحييده عن ازمات المنطقة ومشاكلها وصراعاتها وحروبها الطائفية والمذهبية ,لذا فانهم يضعون ايديهم وارجلهم في مياه باردة ويغمرون رؤوسهم في الثلج مطمئنين الى انهم ومصالحهم بمنأى عن الحريق الذي يشتعل في المنطقة وان الرياح الحارة التي تهب منها لن تلفح وجوههم المغمورة في اعماق ثلوج صنين.وحده فقط المواطن اللبناني يتقلقل تحت لهيب شمس آب اللاهبة يقف على قارعة طريق الموت منتظرا قدوم قطار الحلول بعد ان اكتوى بنار الاسعار التي ترتفع ارتفاعا جنونيا بسبب الفوضى الامنية المتنقلة وغياب اجهزة الرقابة وتفشي طاعون الفساد في كل مفصل من مفاصل الدولة واعتماد المزاجية في اتخاذ القرارات المصيرية ...فالمواطن اللبناني وحده من يدفع ثمن اخطاء وغباء وجهل وكيدية المسؤولين عن بعض الملفات الحياتية والتي تلامس امنه ومصير ابنائه واستقرار بلده .فكيف يمكن لطلاب الشهادات الرسمية لهذه السنة ان يضيع عام من سنواتهم الدراسية بسبب مزاجية وتعنت وزير قزم اسمه وزير التربية قاصرا عن اتخاذ قرارا ,الا ما يوحى اليه من رئيس تياره المهووس برئاسة ليس اهلا لها من جهة وبين رهان رجل متعثر بخطاباته  اسمه رئيس هيئة التنسيق النقابية من جهة اخرى فغامر بالسنة الدراسية للطلاب فكان رهانه خاسرا فوقع الطلاب في فخ الافادات المدرسية ,ومع هذا فلا السلسلة اقرت بل انتجت مشكلة جديدة هي مشكلة الافادات التي تحتاج الى القوننة في احسن حالاتها اما الملف الامني والجانب المتعلق بمكافحة الجماعات الارهابية فيبدو ان الامر لايعني لا8ولا14آذار بقدر ما يعنيهم الاجابة عن سؤال من استجلب الارهاب الى البلد ؟ ففيما الجماعات لا تزال ترابض في جرود السلسلة الشرقية وهي تعتقل مجموعة من العسكريين فاننا هنا لا نزال نختلف على جنس الملائكة .اما الملف الرئاسي فالكل ينتظر كلمة السر من الرعاة الاقليميين والدوليين والتي قد لا تأتي في المدى القريب .ولا نريد التطرق الى ملف الانتخابات النيابية لأن الامر سيان بالنسبة للبنانيين سواء بالتمديد او باجراء الانتخابات ,فالنواب هم انفسهم والكتل النيابية هي نفسها مع بعض الرتوش ...واما ملفات الفساد الاداري والاقتصاد المتردي والوضع المعيشي المأساوي ,فالحديث عن هذه الملفات ذو شجون ,ويبدو ان اللبنانيين استسلموا لهذه المعاناة فقد اعتادوا على الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وشح المياه ورداءة الاتصالات وغلاء الاقساط المدرسية وتعايشوا مع الامراض المزمنة وانسجموا مع زغاريد الرصاص وهو يلعلع بمناسبة وبغيرها ...ترىالى متى سيبقى لبنان في عنق الزجاجة لا يستطيع الخروج منها لتنفس الصعداء ؟؟؟ والى متى سيبقى رهين سياسات خاطئة ومحكوم لمجموعة من المتسلطين والجهلة والاغبياء الذين يعتمدون على قارئة الفنجان لاتخاذ القرارات المصيرية ؟؟؟؟ طانيوس علي وهبي