فيما بات من المؤكد سير النائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري العلني بالتمديد للمجلس النيابي، تتمحور مشكلة قوى 14 آذار حول رفض حزبي القوات والكتائب له تحت عناوين مختلفة. الأمر الذي دفع تيار المستقبل الى التهديد بالموافقة على خوض الانتخابات النيابية بما هو موجود

فور عودته الى لبنان، باشر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري جولاته التفاوضية مع مختلف القوى السياسية مستطلعاً مواقفها بشأن التمديد للمجلس النيابي. كان واضحاً تأييد الحريري للتمديد، لحسابات مختلفة، امنية وشعبية ومالية و... لكنه اصطدم برفض بعض حلفائه للتمديد، فضلاً عن إصرار الرئيس نبيه بري على إعلان رفض التمديد، رغم مبادرة الحريري وتياره إلى حمل وزر المطالبة بتأجيل موعد الانتخابات النيابية.

وبحسب مصادر التيار الأزرق، أبلغ الحريري الرئيس بري رغبته بالتمديد مبدداً اعتراض الأخير على «اطالة عمر مجلس نواب عاطل عن العمل». فقد اكد الرئيس السابق للحكومة لرئيس المجلس موافقة المستقبل على تفعيل الدور التشريعي للمجلس. وعليه، تشير مصادر المستقبل إلى أن «الحريري توقع أن يقابله بري بالايجابية ذاتها واصدار موقف محبذ للتمديد، لا موقف مصرّ على رفضه كما حصل؛ خصوصا أن الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة أعفوا بري من حمل وزر التمديد عبر مبادرتهم إلى اقتراح التمديد بأنفسهم». محطة الحريري الثانية، بحسب المصادر، كانت بوضع حلفائه في جو التمديد حيث اصطدم أكثر من مرة باصرار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على فوزه في الانتخابات النيابية مشيرا الى أن جميع الاستطلاعات تثبت تراجع النائب ميشال عون في الأقضية المسيحية. 

ويمكن بالتالي، وفقا لجعجع، أن يخسر عون الأكثرية النيابية التي يبني عليها أحقيته في شغل موقع رئاسة الجمهورية. لذلك «الأجدى خوض هذه الانتخابات، لا التمديد، وخطف ورقة عون من بين يديه كي لا يتجرأ مجددا على ادعاء أنه ممثل المسيحيين». وهنا تتابع المصادر، سأل موفدو الحريري جعجع عن احتمال استعادة عون لكتلته نفسها من دون أي زيادة أو تراجع ،وعن كيفية منعه عندها من المطالبة بالرئاسة كونه سيقول إنه «أعاد تثبيت أحقيته» في كرسي بعبدا، غير أن جواب جعجع الدائم كان برفض التفكير في هذا الاحتمال لأنه غير قابل للحصول.

من جهته، رفض حزب الكتائب هو الآخر السير بالتمديد، وسط تأكيد مصادر المستقبل أن «القرار قابل للتغيير عبر سيناريو يختصر بقبول رئيس الحزب أمين الجميل به وسفر النائب سامي الجميل الى الخارج أو استقالته من منصبه كمنسق اللجنة المركزية في الكتائب للمرة الثانية». ازاء ما سبق، تضيف المصادر، «وفي حال رفض بري السير بالتمديد واصراره على التلطي خلف موقفه بعدم رغبته في تحمل المسؤولية هذه المرة، واذا أصر كل من القوات والكتائب على الرفض ايضا، عندها لا مشكلة لدى الحريري في خوض الانتخابات النيابية. لا بل سيكون مسرورا بمراقبة كيفية تأمين القوات والكتائب التمويل اللازم للمعركة النيابية وكيفية تشغيلهما لماكيناتهما الانتخابية في حال عدم حصولهما على الأموال الكافية». الى جانب معضلة ثانية تتمثل «بكيفية اقناعهما النائب وليد جنبلاط المؤيد للتمديد بمنحهما مجددا المقاعد النيابية التي سبق له أن قدمها لهما في قضائي عاليه والشوف».

في موازاة ذلك، طالب البطريرك بشاره الراعي الكتل السياسية ونواب الامة في لبنان بالكف عن مخالفة الدستور في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وعدم انعقاد المجلس النيابي في حالة دائمة كهيئة انتخابية.