المشهد العراقي خلال حقبة رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة حيدر العبادي يختلف تماما عما كان عليه خلال عهد المالكي ... فرياح التغيير بدأت تهب على المنطقة التي قد تدخل مرحلة التسويات الكبرى . واذا كانت التسويات بدأت بالعراق فلأن جماعات ما يطلق عليه ب/داعش/ والتي تعيدنا بالذاكرة الى القرون الاولى للبشرية وما تقترفه من مجازر ووحشية وصور اجرامية بشعة كما حدث للمسيحيين وللطائفة الايزيدية هناك دفعت العالم كله وخصوصا الادارة الاميركية الى اعتماد اسلوب التدخل  الايجابي ليكون مقدمات لفرض التسويات الكبرى ...والحرب على داعش في العراق تحولت الى حرب دولية حيث وافقت الادارة الاميركية على الدخول في الحرب على الارهاب مباشرة ولو من الجو ,واذا كان هناك محاذير من الدخول في حرب برية لكن ذلك لا يمنع من اشتعال حرب الاستخبارات والتي قد تشترك فيها الى جانب المخابرات الاميركية المخابرات الفرنسية والبريطانية والارجح انه سيكون للمخابرات الايرانية دور في هذه الحرب .ودخول الاميركي الحرب جوا فان مهمة الحرب البرية ستترك للقوات المسلحة العراقية ,وهذا يفرض قيام حكومة وفاقية تضم كل المكونات السياسية والطائفية والاجتماعية وبالتالي يعني انهاء مرحلة المالكي والدخول في مرحلة جديدة عنوانها الحرب على الارهاب واستهداف داعش وملحقاتها وشطب المالكي الذي ساهم عن قصد او غير قصد في تضخيم الارهاب تحت ادارته السيئة ... فعراق المستقبل سيكون خاليا من داعش ومن المالكي ....وهذا الموقف الدولي تقاطع مع استياء داخلي من حكم المالكي وطريقته في ادارة السلطة ,من هنا كان الاسراع باقدام الرئيس العراقي/فؤادمعصوم/ على تكليف النائب الاول لرئيس البرلمان السيد حيدر العبادي لتشكيل حكومة جديدة الذي يتعين عليه تشكيلها خلال شهر من تاريخ التكليف. العبادي من جهته اكد في بيان له انه سيعتمد استراتيجية تصفية الازمات والخلافات مع دول المنطقة والعالم واعادة العراق الى الواجهة ودعا المجتمع الدولي الى دعم بلاده لمواجهة كافة التنظيمات الارهابية. امام حيدر العبادي تحديات كبيرة القضاء على الارهاب واعادة اللحمة لكل مكونات المجتمع العراقي ...فهل ينجح في ما فشل فيه اسلافه؟؟؟

   يبدو ان الاجواء الدولية والاقليمية والمحلية مؤاتية ..

.                                               طانيوس علي وهبي