يرأس مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني اليوم الجلسة الأخيرة للمجلس الشرعي الأعلى قبل أربعة أيام من انتخاب مفت جديد الأحد المقبل بناءً على دعوة رئيس الحكومة تمام سلام. جلسة المجلس عقدت في مكانها الطبيعي، أي في دار الفتوى، فهل تعقد الانتخابات في مكانها الطبيعي أيضاً بحسب ما ينص عليه النظام الداخلي للدار؟ قبل التوصل لتسوية الأزمة بين قباني وتيار المستقبل، أعلن المشرف على ملف الدار في التيار الرئيس فؤاد السنيورة، رفضه تنظيم الانتخابات في عائشة بكار، مقترحاً تنظيمها في مسجد محمد الأمين في ساحة الشهداء.

 

أما بعدها، فقد نقل عنه رفضه حضور قباني وأعضاء المجلس لانتخابات الأحد. في اتصال مع "الأخبار"، لم يستغرب إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود "الكيدية الشخصية التي يتصرف بها السنيورة". لكنه أمل خيراً من "الوسيط المصري والعقلاء داخل الطائفة السنية لتهدئة روع السنيورة حتى انقضاء الانتخابات". حمود الذي شكل أحد أركان اللقاء الوطني الذي نسق له الوزير السابق عبد الرحيم مراد حول انتخاب مفت للجمهورية، أعلن لـ"الأخبار" أن مراد سيلتقي اليوم رئيس الحكومة تمام سلام لوضع اللمسات الأخيرة على بنود التسوية التي قضت بالتوافق على تسمية الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتياً.

 

ونقلت مصادر من دار الفتوى أن جلسة اليوم "ستشهد جدلاً وعتباً بين بعض أعضاء المجلس الذين وجدوا في التسوية ضعفاً لفريق قباني". هؤلاء نقلوا للوسيط المصري في السفارة المصرية تخوفهم من عدم الوفاء بالالتزامات والضمانات. لكن الوسيط طمأنهم في المقابل لسعيه إلى إتمام التسوية، ولا سيما عقد الانتخابات في دار الفتوى. ومن مفاعيل التسوية، حضور عدد من أعضاء المجلس الشرعي المنتهية ولايته برئاسة عمر مسقاوي، إلى دار الفتوى حيث اجتمعوا مع المدير العام للأوقاف الشيخ هشام خليفة.