يختلف الإسلام عن المذاهب من حيث كونه أعمّ ,فهو يشمل كل المذاهب الاسلامية لأن المذاهب هي عبارة عن قراءة للإسلام فلذلك يعتبر المذهب أخصّ من الإسلام وهنا يقع الفرق بين الإسلام والمذاهب .
ونحن سوف نذكر وجهين من الفوارق .
الأول : أن الإسلام أعمّ كما ذكرنا لأنه يشمل ويحوي المذاهب الإسلامية كافة .
فبطبيعة الحال يكون المذهب أخصّ ولذلك قد لا يشمل المذهب الواحد جميع نظريات الاسلام ولا يجمع كل فكر الإسلام .
نقول هذا لنصل إلى نتيجة مفادها أنه إذا رأى أتباع مذهب من المذاهب الإسلامية رأياً ورأى أتباع مذهب آخر رأياً آخر مخالفا للأول فلا يحق ولا يجوز لأحدهما أن ينكر على الثاني وينفي عن رأيه أو قوله الصفة الدينية الإسلامية وهذا الإختلاف في الآراء والأقوال ليس موجودا بين المذاهب فحسب بل موجود في المذهب الواحد أيضا .
الثاني : الإسلام , وقد بنيت مواده وأحكامه في الكتاب والسنة الصحيحة ,وهي أحكام واقعية ثابتة لا تختلف باختلاف المسلمين أو علم المسلمين وعدم علمهم لأن علم الانسان وعدم علمه لا يغير الواقع , فلذلك إن المذهب هو عبارة عن رأي صاحبه عن الإسلام أو عن بعض الإسلام فإذا كان رأيه يعكس حقيقة حكم الله فهو الصواب وإلا فخطأ يعذر عليه صاحبه إذا كان قد عمل وُسعَهُ في البحث والتنقيب.
ومن فوائد وثمرات هذا التفريق والتميير في الإسلام ومذاهبه هو أن مخالفة المذهب ليست دائما مخالفة لواقع الإسلام وحقيقته بل تكون المخالفة ناتجة عن فهم خاطيء للإسلام من قبل صاحب المذ   هب .
وهنا نقول أنه قد يخطيء قاريء الإسلام فيفهم فهماً يختلف مع حقيقة الاسلام وهذا هو أحد أسباب تعدد المذاهب الفكرية الإسلامية لأن أفكار الإنسان تتصل اتصالا وثيقا بظروف حياته فكما تنعكس ظروف الأديب في أدبه كذلك ظروف الفقيه تنعكس في أحكامه وفتاويه وآرائه , فلذلك تعددت الأقوال والمذاهب فليس بالضرورة ان تكون آراء الفقيه صحيحة وموافقة لحقيقة الاسلام وأحكامه الواقعية .