لم يأت الاسلام ليبني أساسه على قطع الرؤوس وإنما ليستخرج الأفكار السقيمة من عقول الناس ولم يصر الإسلام على الحرب والقتل بل أصرعلى العفو والرحمة , ولكن للأسف إن بعض المسلمين ذوي الحمية المتطرفين الذين هم في الواقع كانت حميتهم لأنفسهم وليس للإسلام إن هؤلاء قد أساؤوا فهم الإسلام وسماحته وبهذا التصور السيء أساؤوا للإسلام والمسلمين إساءات فظيعة ومارسوا بإسم الإسلام كل شهواتهم وقدموا للعالم صورة شوهاء عن الإسلام بدل أن يقدموه كما قدمه القرآن الكريم على أنه رحمة للعالمين كما نصّ على ذلك القرآن " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "
جعلوه فزاعة وإرهابا وصوروا للناس أن الرسالة لا تنشر إلا بالسيف مع ان الواقع والحقيقة ليس كذلك وهذا كذب مفترى على الاسلام صنعه المستشرقون فأشاع هؤلاء هذه الفكرة ليشوهوا سمعة الإسلام وهم يقولون ان الاسلام قام وانتشر بسيف علي (ع) وأموال خديجة وينسبون هذا القول إلى رسول الله (ص) كذبا وزورا وللأسف انتشر هذا القول بين المسلمين وخاصة عند الشيعة كالنار في الهشيم ويروج لها بعض جهلة الشيعة ظنا منهم أنه مدحا للإمام علي (ع) ولخديجة الكبرى (ع) .
فإذا اطلعت على اسباب وظروف الحروب ودققت بها تجد انها لم تكن حروبا هجومية وإنما كانت دفاعية , واما ما حصل بعد النبي (ص) من التصرفات منشأه خلط الإسلام بأعمال قيصر وكسرى لأن الاسلام كان يستهدف الأدمغة والقلوب بواسطة البرهان والاستدلال لا السيف .
فليست كل الحروب التي قامت بعد النبي كانت كما يريدها النبي ولم تكن بشروط الحرب التي وضعها وحددها الاسلام , فالاسلام لم يؤكد على منطق السيف كأصل إنما السيف للدفاع فهو استثناء  ولذلك فإنه في كل الموارد لو كان من الممكن أن نطفيء نار الحرب بالطرق السلمية بعيدا عن السلاح فتلك الطرق مقدمة على القتال.
فلو دار الامر بين رفع الظلم بواسطة القتال وبين رفعه بواسطة المنطق السلمي فطبيعي أن منطق السلم مقدم على منطق الحرب وهكذا فعل النبي (ص) عند فتح مكة عندما عفى عن الناس وكذلك علي عليه السلام عندما عفى عن أهل العراق .