كما كان متوقعاً انشطر العالم الإسلامي على عيد الفطر المبارك كما في بداية شهر الصيام، وبينما أعلن أغلبية العالم الإسلامي من المملكة السعودية إلى بلدان الخليج وأردن ومصر اليوم الإثنين، أول أيام عيد الفطر، أجل كل من إيران وعمان والمغرب وشيعة العراق وقسم من شيعة لبنان، العيد إلى يوم الثلاثاء.

ويبدو أن مكتب المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله كان سباقاً في تحديد يوم الاثنين من جميع الآخرين، حيث وفق رأي السيد فضل الله، يُعتمد في تحديد الأهلة، على الحسابات الفلكية الدقيقة ليس الرؤية بالعين المجردة، وهذا النهج العلمي الفلكي الدقيق، وقع موقع إعجاب الكثيرين، من العلماء ومنهم الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي يقتنع منذ بعيد، بهذا النهج.

وجّه الشيخ رفسنجاني انتقادا لعدد من المراجع الدينيين يوصون مقلديهم بالسفر في اليوم الذي لا يعرفون بأنه آخر شهر رمضان أو أول شهر شوال، تجنباً من الوقوع في المخالفة الشرعية.

إن هكذا تدابير يتطلب زحمة سير خانقة في أي مدينة يتم إجراؤه فيها. فلو نفرض أن سكان مدينة يقطن فيها 10 ملايين يلتجأوا إلى الخروج من المدينة والإفطار هناك وثم العودة، يؤدي إلى كارثة مرورية.

يقول الشيخ هاشمي رفسنجاني، إن اعتبار اليوم الأخير من شهر شعبان أو اليوم الأول من شهر رمضان المبارك كيوم الشك، وتوصية الصائمين بالسفر في آخر هذا الشهر لتبرير الإفطار  شرعياً، لا يليقان يعصرنا.

واعتبر رفسنجاني أن التنسيق فيما بين البلدان الإسلامية فيما يتعلق بموضوع تحديد هلال شهر رمضان وشهر شوال مهم للغاية حيث أننا نرى أن هناك قرارات فردية تصدر من قبل العلماء الدينيين والمراجع للهروب من مأزق مخالفة الشرع.

واشار رفسنجاني إلى أن العلماء الدينيين التقليديين حتى وقت متأخر كانوا يرفضون الرؤية بالعين المجهزة واستخدام الكاميرات ولكنهم قبلوا باستخدامها في النهاية وهذا يمثل نجاح في هذا الإتجاه، ولكنه يرى بأن لا ينبغي الوقوف عند هذا الحد، ويجب العمل من أجل إقناع العلماء باللجوء إلى الحسابات الفلكية ليحل الحسابات الفلكية الدقيقة مكان الرؤية.

ويعتقد الشيخ رفسنجاني إن الإرتقاء إلى الحسابات الفلكية في تحديد بدايات الشهور ونهاياتها، ليس صعباً وإنه يحظى بالدقة العالية ولا يطاوله الخطأ والإشتباه، حيث إنه عند ما تستخدمون البرمجيات والحسابات يتقلص منسوب الخطأ إلى الصفر.

وأعرب رفسنجاني عن أمله بأن يأتي يوم يقبل العلماء الدينيين، بالحسابات الفلكية بدل كأساس لتحديد الشهور والأهلة، بدل الرؤية.  ويرى رفسنجاني أن المشكلة تكمن في المراد من كلمة الرؤية، فيجب العمل من أجل توسيع معنى الرؤية وفق ما ينوه به الشيخ رفسنجاني.

ويرى الشيخ بأن بقاء موضوع الأهلة من دون حل، مثير للخجل، حيث أن الكثيرين لشكون في مصداقية الإسلام، حيث أن المسلمين لم يتمكنوا الوصول إلى توحيد مناسباتهم الدينية عبر توحيد الرؤية