في إشارة واضحة إلى الفساد المالي الواسع الذي تورطه فيه حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، تساءل علي أكبر ناطق نوري: لو يصل الوضع إلى أن يقول من يتولى مسؤولية إنني أتصرف في أموال الناس وفق هواي ونلتزم الصمت أمامه ونقول إن الوقت ليس ملائماً لمعارضته حيث إنه رئيس، وما إن تنتهي ولايته حتى نقول إن ضرب الميت حرام؛ فمتى يحين وقت التدقيق في بيت مال المسلمين ومحاسبة التكاليف والنفقات؟ ألسنا نقول بأننا شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟!

وأضاف ناطق نوري" إن في حكومة الإمام علي لم تكن فيها مكان للمجاملات، وكان الإمام يعاقب أي موظف يرتكب مخالفة في أدائه، بينما نحن نسمع بين حين وآخر بأن هناك نهب وسرقة لأموال الناس بالميليارات، ويتم اعتقالات ولكن في نهاية المطاف يذهب الموضوع أدراج الرياح ويتسائل الناس، ما ذا صار بالمتهمين؟!" 

وخلال خطابه في مقام الإمام الخميني في ليلة القدر، ومن أمام المحتشدين، انتقد علي أكبر ناطق نوري رئيس البرلمان السابق ورئيس قسم التحقيقات في مكتب المرشد الأعلى، تنازل النظام أمام اللصوص الذين سرقوا أموال الشعب خلال السنوات الماضية، وألقى اللائمة على النظام لكيله بمكيالين، وعقوبته المرتكبين للمخالفات البسيطة، وتركه المجال مفتوحاً أمام الذين نهبوا أموالاً طائلة.

لم يعد توجيه الإنتقاد للنظام الإيراني حكر على الإصلاحيين أو المعارضين، فالمحافظون أيضاً يبدون امتعاضهم واستيائهم من سجل النظام في مجالات مختلفة مما يُظهر مدى إخفاق نظام الولي الفقيه في استجابة مطالب الشعب.

وإذا يتركز الإصلاحيون بالحرية السياسية والإجتماعية ويرون بأن النظام قاصر من تلبية حاجات الشعب في هذ المجالات وخاصة فيما يتعلق بحرية الصحافة والأحزاب، فهناك محافظون أيضاً يتركزون على موضوع العدالة ومكافحة الفساد المالي وما إلى ذلك.

يقول المراقبين إن كلام ناطق نوري هذا، كان موجّهاً للسلطة القضائية التي يتماشى مع فريق الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وكثير منهم لديهم ملفات فساد مالية، ويقول المتحدث باسم السلطة القضائية إن القضاء يتابع التحقيق معهم ومحاكمتهم ومن بين المتهمين، محمد رضا رحيمي، المعاون الأول للرئيس أحمدي نجاد، والذي اتهم في قضية الإختلاس من " شركة إيران للتأمين" ويقال إنه كان متورط في قضية مالية ضخمة مع عدد من الموظفين في تلك الشركة والغريب أن المتهمين تم محاكمتهم لحد الآن وإصدار الحكم بعقوبتهم جميعاً، إلا الرأس المتمثل بالمذكور.

الحقيقة هي أن عدداً من فريق الرئيس السابق أحمدي نجاد، استباح خزانة البلد ونهب منها وهدر ما تمكن من نهبه وهدره وتضييعه، تحت شعارات مقدسة ومنها شعار المهدوية وإعداد الأرضية لظهور المهدي. والنظام الإيراني يتخوف الآن من المزيد من فضح أحمدي نجاد، ليس حفاظاً على ماء وجه الأخير، بل حفاظاً على ماء وجه نفسه، حيث أن النظام ورأسه المتمثل بالولي الفقيه، متهم لأنه فسح المجال لرئيس متهم بالتزوير في نتائج الإنتخابات، أن يستبيح أموال الشعب في حرية كاملة، ولم يعترضه إلا بعد ما ابدى الأخير تمرده على الولي الفقيه دفاعاً عن صديقه، رحيم مشائي وليس دفاعاً عن الشعب المضطهد الذي عانى من قبل رؤوس النظام، أكثر مما هو عانى من العقوبات الدولية