رأت مصادر نيابية في تعليقات رئيس مجلس النواب نبيه بري على بعض ما ورد في الكلمة التي ألقاها الرئيس سعد الحريري قبل ايام في إفطار تيار المستقبل مجموعة إشارات بارزة الى المنحى الذي يمكن ان تسلكه التطورات الداخلية في الأسابيع القليلة المقبلة . ذلك ان بري بدا مرنا في تأكيد نقاط تلاق مع الحريري في بعض النقاط وعمد الى الرد في اخرى في حين ثبت خلافه والمستقبل على الملف المالي وجلسات التشريع في النقطة الثالثة . وتعتبر المصادر ان اعلان بري توافقه الكامل مع الحريري على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية وتقدمه كل الاولويات بما فيها الانتخابات النيابية وان كان أمرا بديهيا ومسلما به فانه يشكل مؤشرا مهما لجهة تقاطع بري والحريري على رفض الطرح العوني بتقديم الانتخابات النيابية على الرئاسية . وفي ما يتعلق بعدم امكان انتخاب رئيس لمجلس النواب في حال عدم انتخاب رئيس الجمهورية اولا فان بري تعمد هنا ان يوسع اطار الاحتمالات السلبية ليثير مصيرا مماثلا لرئاسة الحكومة باعتبار ان الفراغ سينسحب على الرئاسات الثلاث عندذاك ولو انه أراد ان يخص رئاسة المجلس بان البرلمان يبقى قادرا على انتخاب رئيسه من الناحية المبدئية . اما في الملف المتعلق بالموضوع المالي ودفع الرواتب للموظفين فان بري كشف عمق الخلاف الذي لا يزال مستحكما بينه وبين كتلة المستقبل والذي ستتواصل المشاورات في شانه في الساعات المقبلة .

ولعل الخلاصة الأهم التي تستنتجها المصادر النيابية من هذا الامر تتمثل في ان استمرار ازمة الفراغ الرئاسي مع التسليم بأولوية الانتخابات الرئاسية على اي استحقاق اخر باتت تثبت اكثر فاكثر ان كل الطرق ستؤدي الى طاحونة التمديد لمجلس النواب وان تعذر حصول اي اختراق في الازمة الرئاسية قبل توجيه الدعوة الى الانتخابات النيابية الشهر المقبل والشروع في العد العكسي لإجرائها في تشرين الثاني سيحتم اللجوء الى التمديد للمجلس علما ان هذا الاحتمال الراجح سيحتم اجراء انتخابا فرعيا في دائرة جزين .