بعد التكتم الاعلامي الكبير الذي اعتمدته قيادة العدو الاسرائيلي خلال عدوانه على غزة بدأت تتكشف شيئا فشيئا الخسائر الفادحة التي مني بها  الجيش خصوصا بعد العملية البرية التي ينفذها على غزة وبدأ الصحفيون والمحللون الاسرائيليون يعترفون بالخسائر الكبيرة التي ضربت الجيش والمجتمع الاسرائيلي على حد سواء,
ونقلت صحيفة هآرتس عن المحلل العسكري في الصحيفة
 عاموس هرئيل: إنه "لأول مرة منذ بدء العدوان العسكري على غزة، يواجه مقاتلو حركة حماس بريا الجيش الإسرائيلي، وفي هذه المواجهة، تقدم حماس نموذجا جديدا في المقاومة".

وأضاف "هرئيل": "نحن اليوم نواجه مقاتلين متمرسين يتحركون بدقة غريبة، ولا يطلقون النار عبثا، ضرباتهم لا تخطئ على الأرض، وكأنهم يتدربون على يد شخص واحد".

وكتب إن "ما يحدث في هذه الساعات في حي الشجاعية شرق غزة، قد يذكر مستقبلا كحادث ساهم في صقل وجهة المعركة الحالية الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، حيثيات تفاصيل المعارك الدائرة في القطاع تصل بشكل متقطع، الجيش الإسرائيلي من جهته، يمتنع عن الإدلاء والإفصاح عن معلومات حول خسائره بهذه المرحلة، وبالمقابل في الجانب الفلسطيني، يتحدثون عن قتل وإصابة العشرات من الجنود الإسرائيليين خلال عمليات ينفذها مقاتلو المقاومة الفلسطينية في هجمات جرئية متقدمة خلف خطوط الجيش".

وتابع: "بحسب الجانب الفلسطيني، القوات البرية تقوم بتبادل كثيف لإطلاق النار في حي الشجاعية، المنظومة الدفاعية لحركة حماس، مجهزة ومعدة بشكل نصف دائري وأقواس، المنتشرة على طول الحدود مع إسرائيل حتى تصل إلى قلب مقر القيادة في غزة، حي الشجاعية، ليس كما شبكة الأنفاق التي كانت موجودة في السابق، فهي جزء من منظومة الأقواس الداخلية، إذ ينتشر هناك  كتيبة من عناصر حركة حماس يمتازون بقدرات قتالية قوية.

وخلص هرئيل إلى القول إن "أحداث نهاية الأسبوع تشير إلى أن حركة حماس تثبت في هذه المعركة روح قتالية قوية وتحاول دحر قوات الجيش، عبر الاستعمال المكثف والاستعانة بالأنفاق الهجومية حتى في نفوذ إسرائيل، وذلك تحسبا لهدم الجيش لهذه الأنفاق بغضون الايام القريبة، إلى جانب ذلك، تتميز هذه المحلة القتالية الحالية باستعمال حماس بصواريخ مضادة للدبابات من طراز "كورنيت"، وهو سلاح ذو أهمية كبرى في خلق عمل كبير ومعقد على الأرض".

وفي هذا السياق دفعت مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية الناطق باسم جيش الاحتلال "موتي ألموز" للتطرق إلى موضوع القتلى الذين يسقطون في المعارك التي تخوضها ضدهم فصائل المقاومة الفلسطينية على حدود قطاع غزة، حيث أجبر الناطق للقول "إن الجيش يواجه معارك شرسة في غزة، ويدفع يوميا ضريبة حماية امنه من دماء جنوده"، دعيا الإسرائيليين إلى عدم الاعتماد على الاخبار التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف النقالة فيما يتعلق بحجم الخسائر.
ونقلت القناة الثانية عن المتحدث باسم الجيش قوله: "الجيش الإسرائيلي يدير جهدا كبيرا لكي يقدم للجمهور الحقيقة، ونحن على علم بالرسائل التي يتناقلها الجمهور، لكن لا يمكن إدارة العملية بواسطة الرسائل، نحن نحرص أيضا على الحفاظ على متانة نفسيات أهالي الجنود في الجبهة"، داعيا إياهم للصبر ومواجهة اللحظات الصعبة بقوة.
وتحدثت وسائل الاعلام العبرية يوم امس عن أرقام متباينة حول حجم الخسائر فقد ذكرت القناة العاشرة العبرية أن 10 جنود أصيبوا صباح اليوم في اشتباكات مع المقاومة، بينما أكد مراسلها وجود 12 إصابة، فيما أشارت إذاعة جيش الاحتلال لإخلاء 26 جنديا مصابا فجر اليوم، بينما ذكرت القناة الثانية أن الجيش أخلى 19 إصابة بينها 2 حرجة الى مستشفى سوروكا لوحدها فقط.

وادعى المتحدث باسم الجيش وقوع خمسة جنود قتلى في صفوفه منذ بدء العملية البرية على قطاع غزة، فيما أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن إجهازها على خمسة جنود فقط في عملية واحدة وأن حصيلة القتلى بلغت 30 جنديا في أربعة عمليات منفصلة
وتتوالي الانباء حول حجم الخسائر التي يجبر الجيش عن كشفها بسبب حالة البلبلة والهلع وسط جمهوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحدث موقع "والا" العبري صباح اليوم عن إخلاء 4 جنود إضافيين إلى مستشفى "تل هشومير" بينهم "غسان عليان" قائد لواء غولاني نتيجة إصابته بجراح ما بين متوسطة وخطيرة جراء الاشتباكات الضارية على حدود الشرقية لقطاع غزة
.

ومن ثم ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن إخلاء 4 جنود آخرين أصيبوا بجراح صباح اليوم في الاشتباكات، ومن تحدثت مرة أخرى عن إخلاء 3 جنود إضافيين بالطائرات المروحية الى مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس.