بدأ اليوم الثالث من العدوان الاسرائيلي على غزة بالتصعيد من الجانبين وكل المؤشرات الحالية تقود الى استمرار النزاع في ظل الصمت العربي والدولي .
وفي الوقائع الميدانية يستمر إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة فيما يقوم العدو الاسرائيلي باستهداف منازل قادة فصائل المقاومة والاحيا السكنية ما يؤدي الى قتل عائلات بكاملها ومن الملاحظ ان لجوء غسرائيل إلى هذا الاسلوب ياتي بعد فشل العدو الاسرائيلي في وضع حد لإطلاق الصوايخ حيث لم تتأثر بعد قدرات المقاومة الصاروخية رغم الغارات المكثفة التي يقوم بها سلاح الجو الاسرائيلي وقد تحدث العدو الاسرائيلي عن 200 غارة حتى يوم امس وعن اسقاط ما لا يقل عن 600 طن من المتفجرات على قطاع غزة .
وفي المقابل ردت المقاومة بإطلاق صواريخ على نطاق وصل إلى عراد على البحر الميت وإلى محيط حيفا. ولم تكتفِ بتوسيع النطاق بل شنت أعنف صليات، جعلت إسرائيل تعترف بأن «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في القطاع يزدادان عزماً على المواجهة. وقد حققت الصليات إصابات مباشرة في كل من بئر السبع واسدود، فضلاً عن إصابات في غلاف غزة. وتضعف هذه الإصابات الثقة التي يوليها الإسرائيليون لمنظومة «القبة الحديدية» التي يزعمون أنها حققت في غوش دان فعالية بنسبة مئة في المئة وفي غلاف غزة بنسبة 90 في المئة. وقد اعترضت «القبة الحديدية» صواريخ في القدس وبئر السبع وديمونا، وأفلتت منها صواريخ في العديد من المناطق.
وتحدثت الأوساط العسكرية الإسرائيلية عن ساعات ما بعد ظهر أمس بأنها الساعات التي شهدت أكثف صليات الصواريخ على مناطق بئر السبع وأسدود. وأسهمت هذه الكثافة في تعطيل جانب مهم من عمل منظومة «القبة الحديدية»، وحدوث إصابات مباشرة في عدد من المباني. وهكذا بدلاً من 80 و100 صاروخ في اليومين الأولين للحرب، أطلقت المقاومة أمس حوالي 150 صاروخاً. ونالت بئر السبع وديمونا صلية من عشرات الصواريخ مع غياب الشمس، ما جعل صافرات الإنذار لا تتوقف لفترة طويلة. وكذا كان حال حولون وبات يام وريشون لتسيون والرملة ورحوفوت ونيس تسيونا ويبنا. وأشعرت هذه الهجمات كل الإسرائيليين أنهم في مرمى النيران من غزة، وهو ما فاقم الشعور بالخيبة لديهم من الحملة الجوية.
وتحدثت أوساط إسرائيلية أن نتيجة المعركة حتى الآن هي التعادل، ما يعني أن إسرائيل لم تفلح في تحقيق غايتها. وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق الجنرال عاموس يادلين إن إسرائيل تميزت حتى الآن بقدرة دفاعية جيدة، لكن قدراتها الهجومية ليست كذلك، والفلسطينيون على عكس ذلك قدرتهم الهجومية جيدة وقدراتهم الدفاعية ضعيفة.
ويعتقد الخبراء الإسرائيليون أن قدرة الشعب الفلسطيني في غزة على الاحتمال عالية جداً، وهي تمنح المقاومة نفَساً طويلاً. وبات على الجمهور الإسرائيلي أن يثبت قدرة كهذه، حيث يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل لا تحتمل وضعاً كهذا لمدة تزيد على الأسبوع. ولذلك تتزايد الدعوات بالانتقال إلى الحرب البرية على أمل أن تسرّع هذه الحرب في حسم المعركة. لكن الفارق كبير بين الدعوات وبين العمل الفعلي.
وفيما لم تصدر بعد اي مواقف عربية جدية وحاسمة انطلقت دعوات دولية لوقف إطلاق النار فقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الوضع في غزة بأنه «متفجر»، وأن المنطقة «لا يمكنها السماح بحرب قاسية أخرى». وتقريباً كانت هذه أيضاً رسالة وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعدد من القادة الأوروبيين، ما يشير إلى احتمال تعزيز الجهود لإيجاد مخرج من الوضع القائم.
واعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك أوباما عبّر أثناء اتصال هاتفي مع نتنياهو عن قلقه من مخاطر تصعيد العمليات العسكرية بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال إن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في التفاوض على وقف لإطلاق النار. وأضاف «الولايات المتحدة تبقى مستعدة لتسهيل وقف للعمليات العسكرية بما في ذلك عودة الى اتفاق تشرين الثاني العام 2012 لوقف إطلاق النار».