تتصاعد وتير المخاوف من الاعمال الارهابية في لبنان وبات الحذر يلف كافة الاجهزة الامنية اللبنانية وكذلك معظم الأقطاب السياسية في البلاد وفي هذا السياق لم تخف اوساط وزارية مطلعة لصحيفة "النهار" تخوفها من "مواجهة البلاد موجات اضافية من تداعيات امنية وسياسية واقتصادية واجتماعية في ظل الآثار التي يتركها الانسداد التام في الازمة الرئاسية التي تقول هذه الاوساط انها باتت عرضة اكثر من اي وقت مضى للشلل الطويل بعدما نجح معطلو الانتخابات الرئاسية في ربطها بالتطورات الاقليمية، الامر الذي ينذر بعدم توقع اي اختراق في هذه الازمة قبل شهور اضافية على الاقل".
وتخوفت هذه المصادر من "مشهد مضطرب ستنفتح فصوله في شهر آب المقبل حين يبدأ التداخل القوي بين الازمة الرئاسية واستحقاق بت الانتخابات النيابية مع حلول مهلة الأشهر الثلاثة قبل نهاية الولاية الممددة لمجلس النواب"، مشيرة الى انه "سيتعين على الحكومة ان تنصرف بسرعة الى أن تحين الفترة الفاصلة عن هذا الموعد لانجاز ما امكن من ملفات حيوية ضاغطة".
مصادر أمنية أخرى قالت لصحيفة "الجمهورية" ان "عمليات الدهم التي قامت بها القوى الأمنية تواصلت بعيداً من الإعلام في عدد كبير من المناطق بحثاً عن بعض المطلوبين وتعزيزاً لكلّ أشكال الأمن الإستباقي".
وعزّزت هذه القوى التحصينات والترتيبات الأمنية الإستثنائية، إضافةً إلى مقرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بعد توسيع نطاقه، أمام مقارّها الرئيسية ومحيطها وبعض المواقع العسكرية وسجن رومية، بعدما تحدّثت التقارير الأمنية الواردة من الأجهزة الأمنية الصديقة وتلك التي جمعتها الأجهزة اللبنانية عن احتمال تسعير العمليات الإرهابية بعد توقّفها لأيام عدّة على رغم حجم الجهود المبذولة لتطويق بعض المناطق المشبوهة وتعزيز المراقبة لبعض المجموعات النائمة.
وعزَت المصادر الأمنية عمليات قطع الطرق في بعض أحياء بيروت وتحديداً في الطريق الجديدة وطريق المطار ومحيطها ومناطق أخرى في الشمال والجنوب إلى "الاشتباه بسيارات مفخّخة أو مواد متفجّرة، استناداً إلى "إخباريات مدنية"، وتبيَّن لاحقاً أن ليس هناك ما يشكّل خطراً على السلامة العامة وأمن المواطنين، لكنّها لم تكن في وارد أن تتجاهل أيّ رواية أو معلومة بهذا الشأن".
وفي سياق متصل ذكر موقع ليبنون ديبات أن تحذيرات عدة تمحورت حول خطط إرهابية تعدّها مجموعات متطرفة سيتم تنفيذها داخل مناطق تسكنها أغلبية شيعية بشكل خاص، منها الضاحية الجنوبية وجزء من شرق بيروت، وقرى الجنوب والبقاع. وبحسب هذه التحذيرات فإن هناك نية لدى الإنتحاريين بإستخدام شاحنات "السوكلين" لزرع العبوات داخلها وتفجيرها في هذه المناطق، وبحسب النظرية فإن "الإرهابيين إختاروا شاحنات السوكلين تحديداً كونها لا تخضع إلى التفتيش عند الحواجز الأمنية، هذا في الدرجة الأولى، أما في الدرجة الثانية فإن معظم عمالها هم من الأجانب وبالتالي يمكن تغريرهم ببعض الأموال لوضع العبوات داخلها، وهكذا تدخل الشاحنة بكل إطمئنان وتنفّذ العملية على أتم الوجه موقعة عدداً كبيراً من الضحايا، ثم أن حاويات النفايات متواجدة بشكل مكثّف في جميع شوارع الضاحية وغيرها، وبالتالي تشكّل مرتعاً خصباً للتفجيرات، دون أن يشك أحد بها".
وذكر الموقع احتمال إستخدام ناقلات المياه إلى المنازل أو ما يُعرف بالـ"سيترنات"، وهذه الطريقة تصلح جداً في فصل الصيف حيث أنّ معظم منازل الضاحية تعاني من شح في المياه خلال هذا الموسم، وبالتالي الطلب على شرائها سيزداد وهكذا تزداد معه العمليات الإرهابية، وبحسب الخطة رقم "2" فيمكن وضع المتفجرات داخل الخزانات، أو داخل الناقلة ومرورها على الحواجز الأمنية بخير وسلام، بحجة انها متوجهة لنقل المياه، وأيضاً سيتم الإستعانة بالعمال الأجانب لتسهيل هذا الأمر.