في زمن داعش والثورات العربية غزة منسية .

في زمن الثورات العربية والربيع العربي وفي زمن تأسيس الخلافة الاسلامية  يستكمل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الشعب الفلسطيني في ظل إنكفاء عربي سياسي ورسمي وشعبي عن القضية الاساس القضية الفلسطينية وقد باتت فلسطين في آخر سلّم الأولويات العربية أو بالاحرى باتت هذه القضية من القضايا العربية المنسية التي مضى عليها الزمن , أتاح هذا الهامش المزيد من القدرة الاسرائيلية على التحرك ضد الشعب الفلسطيني وجاء الإعتداء الاخير على غزة ليؤكد مضي العدو في سياساته القمعية التي تأتي حينا بالاستيطان وحينا بالاعتقالات وإحراق الاراضي  واحيانا كثيرة بالسلاح .
وفي هذا السياق قام المستوطنون ومن خلفهم جيش الاحتلال الاسرائيلي بجريمة قتل الفتي الفلسطيني محمد أبو خضير (16 عاما ) والتنكيل بجثته وإحراقها .
كما صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي وتيرة اعتدائاتها في الضفة الغربية، خاصة في مدينة جنين التي حاولت اقتحامها، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات في المدينة نتج عنها إصابة أربعة فلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت حوالي 40 فلسطينيا خلال مداهمات في مختلف أنحاء الضفة الغربية، أمس، في إطار حملتها العسكرية المستمرة على المدينة.
وكذلك وقعت مواجهات في الحرم القدسي بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وشبان فلسطينيين بعد العثور على جثة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير من جهة أخرى، قام يهود متطرفون بكتابة شعارات معادية للعرب على جدران أحد المطاعم في مدينة عسقلان داخل أراضي العام 1948، من بينها "الموت للعرب".
وجاءت الاعتداءات على غزة لتؤكد استمرار العدو في سياسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ونفذ العدو غارات عدة على غزة ما ادى الى انفجار التظاهرات و الاحتجاجات في القدس المحتلة وفي إجراءات عسكرية تنذر بتطورات ميدانية أعطى الجيش الإسرائيلي أوامر لوحدات مدرعات بالاحتشاد قرب قطاع غزة، وسمح للصحافيين بالتقاط ونشر صور لها. كما تقرر الإعلان عن تجنيد «العشرات من أفراد القوات الاحتياطية لأغراض دفاعية»، فضلا عن الإيحاء بوجود «استعداد فعلي» لتنفيذ عملية عسكرية واسعة. وادعى الجيش الإسرائيلي أن غاراته على القطاع وقائية، وأنها ترمي إلى منع إطلاق الصواريخ أو ردع المنفذين.
وفي هذا السياق ذكرت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، في بيان، ان «التهديدات التي يطلقها العدو، والتلويح بالحرب ضد غزة، لا تعني في قاموسنا سوى اقتراب ساعة الانتقام من العدو وتلقينه دروساً قاسية». وأضافت «لن نسمح ولن نقبل من أحد أن يطالبنا بضبط النفس وضبط قطاع غزة، فنحن لا نعمل عند أحد، وليس لنا دور سوى حماية شعبنا ومقاومة المحتل والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا، وإذا كان العدو يبحث عن التنسيق الأمني فليبحث عنه عند غيرنا، فليس له عندنا سوى ما يعرف».
وفي موازاة ذلك يتجنب الجيش الإسرائيلي الحديث عن عملية برية في المستقبل المنظور، لكن هناك خشية من أن توسيع مدى إطلاق الصواريخ وإدخال بئر السبع وأسدود فيها تمهيدا لقصف تل أبيب قد يدفعان إلى مثل هذه العملية البرية. لكن هناك أيضا احتمالات أن تصيب هذه الصواريخ مدرسة أو مستشفى أو حتى بيتا، وتقع فيه إصابات كثيرة، حينها تندفع الأمور نحو مواجهة واسعة غير مرغوب فيها حاليا.
ومن الجائز أن منطق «التهدئة» التي تتحدث إسرائيل علنا عنها، بعد أربعة أيام من المداولات المكثفة في المجلس الوزاري المصغر، يشهد على مقدار الإرباك الذي تعيشه حكومة بنيامين نتنياهو. فمن ناحية ليست هناك حكومة يتحدث وزراؤها من البطن أكثر من هذه الحكومة، لكنهم جميعا يعودون للانضباط في الشأن العسكري تحت ما تفرضه وتريده قيادة الجيش. لكن ليس هذا هو الحال في ما يتعلق بالاستيطان، حيث ان وزير الدفاع موشي يعلون نفسه هو من عرض، حتى بمخالفة صريحة لتعهدات للولايات المتحدة، إنشاء مستوطنة جديدة في «غوش عتسيون».
لكن ثمة من يوحون بأن رسالة «التهدئة» الإسرائيلية الصريحة هي نوع من محاولة «تركيب ملف» لحركة «حماس». وقال بعضهم إن هدف هذه الرسالة، المرتبة مسبقا مع المستوى السياسي، هو توفير «نقطة تراجع أخيرة لحماس» قبل حدوث صدام عسكري واسع. لكن كما سلف، فان هذا الصدام «الواسع» مخيف من وجهة نظر إسرائيلية، لأنه قد يجري متزامنا في كل الجبهات، وليس فقط في الضفة والقطاع.