إكمالاً لمسلسل الإرهاب الذي يضرب لبنان، وبعد انفجاري ضهر البيدر والطيونة، بدأت تتقلّص الأيام  التي تفصل بين حلقات التفجير لتتمدّد مخاوف اللبنانيين أكثر من وضعٍ يضع لبنان على مِفرَقي السورنة والعرقنة. إلّا أن الحرب الإستباقيّة التي تشنّها القوى الأمنيّة على الشبكات الإرهابية بدأت تؤدي إلى إفشال سيناريوهات التفجير من خلال التقديم والـتأخير أو الزمان والمكان. ففجّر يوم أمس إنتحاريّ الروشة نفسه في غرفته في أحد فنادق العاصمة بيروت، فيما الهدف لم يكن الفندق نفسه، ولكن مداهمة من قبل الأمن العام دفعت ب"عبد الرحمن ناصر الشنيفي" السعودي الجنسية وابن العشرون عاماً لكي يفجر نفسه في فندق "دو روي" في الروشة حيث كان يمكث، وهو مطلوب من قبل الأمن السعودي وقد غادر أراضي المملكة في العاشر من آذار الماضي.بينما علت أبواق الفتنة المذهبية في بعض القنوات التلفزيونية اللبنانية والعربية لتغمز عن علاقةٍ ما للممكلة العربية السعودية بالتدهور الأمني الحاصل في لبنان.

وفي هذا السياق كان لموقع لبنان الجديد حديثاً خاصاً مع كلّ من عضو كتلة تيار المستقبل النائب "سمير الجسر"، وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب "علي خريس"، اللذين أجمعا على الإشادة بعمل القوى الأمنية اللبنانية والدعوة لدعمها وتحصينها في وجه الإرهاب الذي يضرب المنطقة بأكملها، واتفقا على أنه على وسائل الإعلام أن تنتبه أكثر لكلامها في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد وألّا تُلقي الاتهامات جذافاً باتجاه بعض الدول العربية، وأنه يجب عدم تحميل أي دولة مسؤولية أعمال إرهابية فردية لمجرّد انتمائها لجنسية هذه الدولة أو تلك.

أكّد النائب سمير الجسر للبنان الجديد أن "الانتحاري كان مطلوباً للأمن السعودي وهذا ما يؤكد ويجزم بأن السعودية ليست متورطة بالأمن في لبنان، وما تقوله بعض القنوات كلام غير مسؤول، فالسعودية هي من أكثر الدول محاربةً للإرهاب والمعرّضة له أيضاً."

وعن التدهور الأمني قال الجسر "هناك ظروف إقليمية واشتعال للمنطقة، وعلى قدر ما نبتعد عن التورّط بالشأن الإقليمي على قدر ما نجنّب البلد المزيد من المآسي."  مشيدا بعمل القوى الامنية وتعاونها الذي سيؤدي إلى النيل من الارهاب والحد منه.

وأكّد النائب علي خريس بدوره لموقعنا أنه "إذا كان هناك شخص جنسيته سعودية هذا لا يعني بأن المملكة العربية السعودية متورطة أو مسؤولة عنه، ولا يمكننا أن نحمل الدولة مسؤولية قيام أشخاص بأعمال إرهابية. والهدف الأساسي من هذه التفجيرات هو إشعال نار الفتنة المذهبية وهذا لن يحصل لأن هناك وعي للواقع وترصّد له."

وأضاف خريس "ما يجري في المنطقة له تداعيات على لبنان، ولا شك أن القوى الأمنية تقوم بدورها الفاعل في كشف الشبكات الإرهابية، ومسؤوليتنا جميعاً اليوم هي تقديم الدعم للقوى الأمنية. وعلينا أن نستيقظ من ثباتنا لإن الإرهاب لن يرحم أحد وهذا الأمر يستدعي انتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن، وتفعيل المؤسسات الدستورية في مجلس الوزراء والمجلس النيابي."

فإلى متى سيبقى اللبنانيون مجبرون على مشاهدة هذه الحلقات الدموية من مسلسل التفجيرات التي طالت فصوله المكتوبة بدماء الأبرياء...وإلى متى ستبقى القوى الأمنية تقوم بدورها الأسطوري على أكمل وجه في محاربة الإرهاب في لبنان في ظل الفراغ الذي بات قريباً من المؤسسات قاب قوسين أو أدنى...!!!

نهلا ناصر الدين