اتجهت الأنظار أمس الى بلدة القلمون الساحلية على بعد 6 كيلومترات جنوب مدينة طرابلس، بعدما أعلن الجيش اللبناني أن مديرية المخابرات أوقفت خلية إرهابية في القلمون كانت تخطط لاغتيال أحد كبار الضباط الأمنيين في الشمال. وأحالت الى القضاء المختص كلاً من الموقوفين: وسيم أحمد القص، وسام أحمد القص، داني أحمد القص، أمجد نهاد الخطيب، نبيل كامل بيضا. وأكدت أن المديرية تستمر بأعمال الرصد والملاحقة والتحقيقات، لتوقيف باقي أفراد الخلية وكشف ارتباطاتهم ومخططاتهم.
وكانت القلمون قد عاشت خلال الأيام الماضية على وقع مداهمات متلاحقة أوقف خلالها الجيش خمسة متهمين.
وتشير المعلومات الأمنية الى أنه يشتبه بأن يكون الموقوفون على علاقة بـ«كتائب عبدالله عزام»، كما تبين أن أحدهم تربطه علاقة نسب مع أبو سليمان المهاجر الذي كان قائدا لموقع قلعة الحصن في حمص قبل أن يسقط في يد الجيش السوري، ولا يزال مصيره مجهولا منذ ذلك الوقت.
ورجحت مصادر أمنية أن يكون المهاجر لا يزال على قيد الحياة، وبالتالي يستمر بالتواصل مع بعض «الخلايا النائمة» في لبنان لتكليفها ببعض العمليات الإرهابية، ومن بينها «خلية القلمون» التي تبين أنها كانت تخطط لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في الأمن العام في الشمال المقدم خطار نصر الدين (وهو من البقاع ومتزوج من القلمون ويقطن فيها منذ سنوات) وتربطه علاقات جيدة مع مختلف أطياف البلدة وعائلاتها بفعل الخدمات التي يقدمها لكثير من الأهالي منذ أن كان في مديرية المخابرات وبعد انتقاله الى الأمن العام.
وجاء قرار الخلية باستهداف نصر الدين على خلفية مزدوجة، أولاً اتهامه بالوقوف وراء التوقيفات التي طالت العديد من الشبان في طرابلس والشمال، وثانيا بهدف توجيه رسالة دموية قاسية للأمن العام اللبناني ومديره العام اللواء عباس إبراهيم الذي باتت تعتبره المجموعات التكفيرية رأس حربة في الحرب المفتوحة ضدها في لبنان.
وتشير المعلومات الى أن الموقوفين كانوا قد قطعوا شوطاً كبيراً في التحضير لعملية الاغتيال، وأنهم كانوا ينتظرون تحديد الساعة الصفر لتنفيذها، من خلال وضع عبوات ناسفة عند المفارق الضيقة التي يسلكها موكب نصر الدين في بلدة القلمون والتي لا تتسع سوى لسيارة واحدة، ما يعني أن أي استهداف بعبوات من هذا النوع قد لا يخطئ صاحبه، أو من خلال إطلاق النار عليه حيث عُثر في منزل أحد الموقوفين على بندقية قناصة.
وتشير المعلومات الى أن العناصر التي شاركت في المداهمات والتوقيفات والتي جاءت من بيروت، كانت تفتش عن أمور خاصة جدا تحدث عنها أول الموقوفين وسيم القص، حيث عملت على تفتيش دقيق بحثاً عن ذاكرة معلومات (USB) وعن جهاز كومبيوتر محمول، وغير ذلك، ما يشير الى أن التحقيقات وصلت الى مستوى متقدم مع المتهمين الذين أوقفوا تباعاً، بعدما اعترفوا على بعضهم البعض وعلى آخرين تجري ملاحقتهم.
وقال رئيس بلدية القلمون طلال دنكر لـ«السفير»: نحن نتابع هذه القضية باهتمام بالغ، وسنقوم بسلسلة زيارات الى القيادات المعنية للاطلاع على مسار التحقيقات وعندها يمكن أن نحدد موقفنا من كل هذه الاتهامات.
ودعا عدد من الناشطين الإسلاميين في القلمون الى تظاهرة تنطلق بعد صلاة ظهر غد الجمعة من المسجد البحري احتجاجا على التوقيفات، وللتأكيد أن البلدة لا علاقة لها بأية أعمال إرهابية.