مع ارتفاع وتيرة الاخطار الأمنية التي تتهدد الساحة اللبنانية ، بفعل عودة التفجيرات الأمنية من باب التطورات المستجدة التي تشهدها الساحة العراقية ، يبدو ان اسهم العماد جان قهوجي كمرشح إجماعي لرئاسة الجمهورية ، عادت الى الظهور بشكل تصاعدي يوما بعد يوم ، نظرا لحراجة المرحلة التي تمر بها البلاد على وقع المعطيات الاقليمية الجديدة .  فقد توقفت أوساط مراقبة عند العشاء الباريسي الذي جمع الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط ووزير الصحة وائل ابو فاعور والذي _بحسب هذه الأوساط _ ُطرح خلاله اسم قائد الجيش بقوة كمرشح رئاسي وسطي ، تزداد إمكانيات التقاطع حول تسميته من مختلف الأقطاب والمرجعيات .  وتلفت هذه الأوساط الى تسريب معلومات مفادها ان النائب جنبلاط وبعكس موقفه السابق من وصول العسكر الى القصر الجمهوري ، بات لا يبدي ممانعة كبيرة حيال هذا الامر ، في إشارة الى نوع من التراجع في تشدده في مسالة تبؤ قهوجي لسدة الرئاسة الاولى . الأوساط المراقبة عينها تضيف ان الاعتراضات على وصول العماد قهوجي الى قصر بعبدا، آخذة بالتلاشي موضوعيا بسبب الظرف الامني الدقيق راهناً، والحاجة الموجبة لوجود شخصية عسكرية في مواجهة ارتدادات موجات التطرف والإرهاب ، والتي ترجح التوقعات ازديادها وانفلاشها في الايام المقبلة .  ومن هنا _ ووفق قراءة هذه الأوساط _ سيتم تذليل عقبة الاعتراض التي يرفعها الجنرال ميشال عون بوجه قهوجي بالتزامن مع المرونة المستجدة من الجانب الجنبلاطي ، وبالتالي تُعبد الطريق  امام قائد الجيش ... وتعيدنا تلك الأوساط الى تصريح مفصلي لنائب بارز في قوى الثامن من آذار لإحدى الصحف العربية في شهر ايار الفائت ، حيث اكد بصريح العبارة ان حظوظ رئيس تكتل التغيير والإصلاح بالوصول الى الرئاسة ، معدومة ، والاّ طائل من مساعيه للتفاهم مع الرئيس سعد الحريري ، مشيرا الى ان الرئاسة باتت شبه محسومة لصالح العماد جان قهوجي ، وان غالبية الفرقاء اللبنانيين يدركون هذا الواقع وهم بانتظار اللحظة الاقليمية المناسبة لتبني ترشيحه بشكل جدي وعلني .  واوضح النائب البارز إياه ان المجلس النيابي لن يدخل في لعبة تعديل الدستور لانتخاب قهوجي رئيساً للبلاد، ذلك ان انتخابه سيكون بالصيغة نفسها التي انتخب بها الرئيس السابق ميشال سليمان ..  واللحظة الاقليمية المنتظرة _ بحسب هذه الأوساط _ ها هي قد حانت الآن .