لم تعد الأجهزة المسؤولة عن أمن السفارة الروسية في بيروت تكتفي بإقفال المداخل المؤدية إليها بالمكعبات الإسمنتية ورجال الجيش وجهاز أمن السفارات. تضاعف التهديدات المحدقة بالدب الروسي دفع السفير ألكسندر زاسبيكين وكبار الديبلوماسيين والموظفين، إلى اتخاذ الحيطة والحذر في تحركاتهم وحصرها بتلبية الضروري والرسمي منها. هؤلاء يغادرون على نحو تدريجي بدءاً من أواخر الشهر الجاري إلى بلادهم لقضاء العطلة الصيفية، ثم يعودون كما هو مقرر، في آب المقبل.

 

فما الذي قد يحصل من أحداث أمنية في غيابهم، وأي لبنان سيعودون إليه؟ يسألون. لكن السؤال الأهم بالنسبة إليهم: هل ستتضاعف التهديدات التي تلاحقهم، أم تكون قد تلاشت تحت شمس الصيف الحارقة؟ معظمهم يدرك الجواب: "الخطر سيزداد حول روسيا كلما تطورت الأحداث في سوريا والعراق ومصر وليبيا...". انتظر طاقم السفارة أن ينتقلوا قريباً من مقرهم الحالي بالقرب من قصر الأونيسكو إلى مجمع السفارات في بعبدا حيث الإجراءات الأمنية أكثر تركيزاً. لكن موسكو أرجأت تنفيذ المشروع الذي كان جزءاً من خطة شاملة لوزارة الخارجية لتجديد مباني السفارات حول العالم.

 

مرجع أمني أفاد طاقم السفارة قبل مدة وجيزة بأن التهديدات التي وصلتهم قبل أشهر لدى احتدام انهيارات الجماعات المتطرفة في سوريا، لا تزال موجودة. إخبار المرجع أضيف إلى عشرات التقارير التي تصل إلى السفارة من أجهزة الاستخبارات الروسية والأجهزة الغربية الأخرى، عن مخططات أولئك المتطرفين. مصدر من داخل السفارة، أشار لـ"الأخبار" إلى أن التهديدات وصلت أحياناً بنحو مباشر عبر اتصالات هاتفية تلقاها الموظفون، تنذرهم بالإعداد لعمليات انتقامية رداً على الدور الروسي الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. الجديد في التقارير هو ما تلقته أجهزة استخبارات غربية من عملائها في لبنان عن إعداد مجموعات متطرفة لعمليات تستهدف السفارة الروسية. وقالت مصادر أمنية إن قيادة قوات اليونيفيل تلقت نسخاً من هذه التقارير. لكن مصادر السفارة رجحت أن يكون هؤلاء "مجرد مرتزقة وأدوات بيد قوى خارجية تستخدمهم لتنفيذ عمليات ميدانية". مع ذلك، أخذ الروس التهديدات على محمل الجد.