حصل ما كان متوقعاً..فلم تطل الخلايا الإرهابية النائمة في لبنان ثُباتها على حافّة الانقسام اللبناني، وكأنّه كان هدوء ما قبل العاصفة، أشهرٌ قليلة هي تلك التي فصلت بين الانفجارات التي طالت لبنان في الأونة الأخيرة عن انفجار اليوم، لتعاود هذه الخلايا نشاطها بشكلٍ مكثّف، فلم يكن انفجاراً انتحارياً وحسب بل كان انفجاراً أمنياً خطيراًعلى كافة المستويات والصعد، بينما لا يزال الفراغ في سدة الجمهورية مستمرّ ويتمدّد على مستوى مؤسسات الدولة التي تستفيق كل يوم على خوف أمني جديد وسط العواصف الأمنية التي تهب في المنطقة.

فتوالت التوترات الأمنية بشكلٍ مخيف في اليومين الماضيين لتنفجر اليوم دفعةً واحدة، فاستيقظ اللبنانيون اليوم على خبر قرار حركة "أمل" بتأجيل المؤتمر الاختياري الأول الذي كان سينظمه مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في الحركة بقصر الاونيسكو اليوم، بناء على معلومات أمنية رسمية وبعد اتصالات مع وزير الداخلية نهاد المشنوق.

هذا وداهمت دورية من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي أحد الفنادق في منطقة الحمرا ببيروت "نابليون" بعد ورود معلومات عن وجود مطلوب داخل الفندق.

وفيما  أشارت المعلومات عن اعتقال 23 شخص داخل الفندق من جنسيات غير لبنانية، موضحة أن الموقوفين كانوا يحضرون لعمل أرهابي يستهدف قصر الأونيسكو .وتم إحباط تفجير أربعة سيارات بعد القاء القبض على المجموعة الإرهابية في أوتيل نابليون في الحمرا.

في الوقت الذي وقع انفجاراً انتحارياً قرب حاجز لقوى الأمن الداخلي عند جسر النملية في منطقة ضهر البيدر. وتشير المعلومات الأولية عن سقوط شهيد وهو المؤهل أول محمود جمال الدين و34 جريح.

بينما أشارت مصادر أمنية إلى أن الانفجار نفذه انتحاري كان يقود سيارة نيسان مورانو فضية اللون تحمل ما يقارب ال30 كيلو غرام من المواد المتفجرة،  وأشارت معلومات صحفية بأن الانفجار وقع بعد لحظات من مرور موكب اللواء عباس ابراهيم والذي نجا من التفجير، وبأنه تم العثور في السيارة المنفجرة على هوية باسم طارق لطفي الجباوي وهو من مواليد 1984 من عرسال، والتي تبيّن لاحقاً بأنه ما زال على قيد الحياة ولم يكن متواجداً بمكان التفجير.

هذا وتم إقفال عدد من الطرق في العاصمة بيروت وطرابلس والبقاع تحسباً من مخاطر أمنية محتملة.

فمن المسؤول الأول والأخيرعن تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان بهذا الشكل السريع والمفاجئ، هل هي داعش كما يرى البعض، أم أنه الانقسام الفاحش في الجسد اللبناني والذي جعل من لبنان مسرحاً لصراعات المنطقة. وألا يكفي هذا الانفجار الأمني لأن يكون حافزاً لسياسيي لبنان ليتحملوا مسؤولياتهم ويتجهوا لانتخاب رئيس للجمهورية ووأد الفراغ الذي يشكّل مناخاً خصباً للتوترات الأمنية. 

نهلا ناصر الدين