كانت الساحة اللبنانية على موعد مع الارتدادات الامنية للتطور الأمني والعسكري الذي حصل في العراق ,كما عانت فيما سبق ولا تزال من الارتدادات الأمنية والعسكرية على الساحة السورية  ,ولا تزال الساحة اللبنانية عرضة للإختراقات الامنية والاعمال الإرهابية وتتكشف يوما بعد يوم هشاشة وخطورة الوضع الأمني اللبناني خصوصا مع المعلومات المتداولة بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والتي تؤكد وجود اختراقات أمنية في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد .
وإن عودة الإجراءات الأمنية المشددة وخصوصا على مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت بمزيد من التدهور في الوضع الأمني خصوصا إذا ما رصدنا التطورات الامنية التي حصلت خلال اليومين الماضيين حيث طلبت وزارة الداخلية  والبلديات من منظمي المؤتمر الاختياري الوطني الاول تأجيله الى موعد لاحق وذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية "ان المؤتمر كان مقررا افتتاحه في العاشرة من قبل ظهر اليوم برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر الاونيسكو وحضور حشد من المختارين من كل المناطق اللبنانيةوصدر عن المكتب الاعلامي المركزي لـ "حركة أمل أنه وبناء على معلومات أمنية رسمية، وبعد اتصالات مع معالي وزير الداخلية والبلديات والقوى الأمنية، قررت حركة أمل تأجيل المؤتمر الوطني الاختياري الأول الذي كان مقررا انعقاده صباح اليوم الجمعة في قصر الأونيسكو.
كما أعلن مرجع أمني واسع الإطلاع لصحيفة "السفير" ان "الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في أعلى درجات الجهوزية منذ أشهر، وكان لا بد من اتخاذ تدابير احترازية اضافية في الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق اللبنانية، ربطاً بالتطورات العراقية، واحتمال إيقاظ بعض الخلايا النائمة للقيام بعمليات ارهابية".
ولفت  المصدر الى ان "تعزيز الإجراءات الأمنية تزامن مع معلومات أمنية عن تحضيرات إرهابية لمجموعات مرتبطة بالشيخ سراج الدين زريقات (المسؤول عن تفجيري بئر حسن والسفارة الايرانية) الذي كان متوارياً في يبرود السورية، قبل سقوطها في يد الجيش السوري، وثمة إشارات حول تواجده حالياً في منطقة الجرود في الجانب السوري القريب من الحدود اللبنانية".
واشار الى ان "جاء تعزيز الإجراءات مع إلقاء القبض على أحد المشتبه فيهم وفي حوزته بيان حول تبني عمليات إرهابية، بالتزامن مع معلومات استخبارية غربية حذرت من خطرين:
- الاول، إمكان حصول عمليات إرهابية في هذه الفترة، ضد بعض الأهداف ومن ضمنها «مستشفى الرسول الأعظم" وكذلك بعض المراكز الصحية غير المدنية خارج الضاحية، وقد قطعت الطرق المؤدية إليها بقواطع اسمنتية وحديدية بهدف منع تسلل أي سيارة مفخخة أو انتحاري.
- الثاني، وجود معطيات حول تحضيرات تقوم بها مجموعات إرهابية لتنفيذ اغتيالات لبعض الشخصيات اللبنانية
وقال المرجع ان "الحذر واجب، وهذا مسار يسلكه الجيش والقوى الامنية منذ بدء العمليات الارهابية، الا ان ذلك لا يعني السقوط امام الشائعات التي توالت في الايام الاخيرة".
ولفت المرجع الانتباه الى ان "تركيز القوى الامنية منصب على ثلاثة محاور:
الاول، بعض المخيمات الفلسطينية التي تشكل بيئة حاضنة للجماعات المتشددة المصنفة "ارهابية".
الثاني، بعض مخيمات اللجوء السوري التي تشكل بيئة حاضنة لبعض المسلحين المتشددين الهاربين من سوريا، ومن هنا تأتي المداهمات المكثفة التي تقوم بها وحدات الجيش، حيث تم حتى الآن توقيف عدد من هؤلاء، كما تم توقيف مطلوب لبناني وصفه المرجع الأمني بـ«الصيد الثمين»، وهو قيادي في "كتائب عبد الله عزام" ومتورط في اعمال ارهابية.
الثالث، الحدود اللبنانية السورية، خصوصاً في المناطق المطلة على منطقة عرسال وجرودها سواء في الجانب اللبناني او الجانب السوري، وهناك معلومات عن وجود أعداد كبيرة من المسلحين الذين هربوا من يبرود والقلمون الى الجرود السورية القريبة من الحدود اللبنانية".
ومن جهة ثانية كشفت الاعلامية اللبنانية الأصل جولي أبو عراج (تحمل الجنسية الاسرائيلية، منذ لجوئها الى الاراضي المحتلة خلال العام 2000)، وتعمل محررة في نشرة أخبار التلفزيون الاسرائيلي"24" عن وثيقة قالت إنها حصلت عليها من جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) تفيد بأن جماعات مسلحة تأتمر بكتائب عبدالله عزام تخطط لعمل إرهابي كبير في لبنان يستهدف شخصية أمنية رفيعة، يرجح أن تكون المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.
وقالت إن "الموساد" حصل على هذه المعلومات من عملائه داخل مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، ورصد مجموعة اتصالات من داخل المخيم تخلص في محتواها الى وجود مخطط كبير لعملية اغتيال من تجهيز سيارة مفخخة داخل المخيم على أيدي ارهابيين محترفين من الخبراء الشيشانيين، ثم وضعها في تصرف وفد فلسطيني رسمي اعتاد لقاء ابرهيم في بيروت لبحث مواضيع أمنية، من دون علم أعضاء الوفد بالأمر، لتفجيرها لاحقاً أثناء انعقاد اللقاء.
وأشارت الوثيقة الى أن كتائب عزام والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكها تسعى الى اغتيال ابرهيم منذ احداث عبرا، لانها تعتبره الرأس المدبر الذي أدار من وراء الكواليس عملية القضاء على ظاهرة الشيخ الفار أحمد الأسير.
وللتأكد من الخبر سألت صحيفة النهار مسؤولاً في المديرية العامة للأمن العام، عن حقيقة هذه الوثيقة، فقال إننا "اطلعنا على المعلومات فعلاً، ونحن نتابع الموضوع بكثير من الجدية، لا سيما وانها تقاطعت مع معلومات أخرى استوجبت منا اتخاذ اجراءات وتدابير أمنية مناسبة".
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة الديار ان "القوى الامنية اللبنانية، وبالتعاون مع جهات لبنانية وفلسطينية، احبطت تحركات لمجموعات اصولية منتشرة في محيط المدينة الرياضية ومحيط المخيمات، وصولا الى قصقص.
وأشارت المعلومات الى ان "وجود هذه القوة الاصولية يعود لسنوات، كانوا يظهرون بشكل علني والاهالي يشاهدونهم. وقد قاموا العام الماضي بتنفيذ خطة انتشار ومناورة، شملت المدينة الرياضية وصولا الى محيط المخيمات وقصقص حتى جامع عبد الناصر في كورنيش المزرعة، لتأمين حماية هذه المنطقة".
ولفتت إلى انه "بعد توجيه ضربات عنيفة للقوى الاصولية واعتقال رموزها والسيطرة على القلمون واعتقال احمد الاسير، فان نشاط هؤلاء العناصر الفلسطينية والسورية واللبنانية قد تراجع في هذه المنطقة، وغابوا عن الانظار".
وأوضجت ان "هذه العناصر عادت الى ممارسة نشاطها منذ اسابيع وهذا ما لاحظه الاهالي ايضا، وهم يشكلون حزاما يمتد من محيط المدينة الرياضية الى محيط مخيمي صبرا وشاتيلا وصولا الى قصقص، وله امتداداته حتى برج البراجنة، وبالتالي اقامة خطوط تماس، علما ان هذه المنطقة المجاورة للضاحية الجنوبية".
وأمام هذا الواقع الامني المتردي لا يزال لبنان في عين العاصفة بل وأن الأمور تزداد خطورة فيما لا يزال المسؤولون اللبنانيون من زعماء وسياسيين مشغولين بمصالحهم الشخصية تاركين البلاد والعباد للمصير المجهول .