كما كان متوقعا أجهضت لعنة عدم اكتمال النصاب الجلسة النيابية المخصصة لإقرار سلسلة الرتب و الرواتب، كما فعلت بالأمس مع سابع الجلسات المفترض ان ينبثق منها الرئيس العتيد للجمهورية،  ومنّ الرئيس نبيه بري النفس بإبقاء جلسات التشريع مفتوحة بهدف إفساح المجال امام المزيد من الاتصالات والمشاورات، علّ وعسى السادة النواب يتوافقون على سلسلة غدت بالنسبة للمواطن اللبناني كقصة " إبريق الزيت"... ضاعت سلسلة الرتب في غياهب الصراع على الأرقام ، و بتنا لا نعرف من ينطق بالحق   و من ينطق بالباطل ، أهو الرئيس فؤاد السنيورة ام وزير المال علي حسن خليل ؟؟ فلا الذين يخشون من زيادة العجز المالي لنا ملء الثقة بدوافعهم، و لا الذين يبدون الحرص على الاستقرار الاجتماعي، نطمئن الى حرصهم .  و اذا كان ملف السلسلة ينتظر موازنة تبدو صعبة ومعقدة في المدى المنظور، بين الواردات والنفقات، فما ينتظر ملف الفراغ في سدة الرئاسة الاولى ، يظهر انه سيكون من التعقيد أضعافا مضاعفة ، وخصوصا اذا كان مرتبطا برضى وعدم رضى الرئيس السوري بشار الأسد كما بشرنا سعادة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية " لن يكون هناك رئيس في لبنان دون رضى الأسد " ، أضف أن الجنرال ميشال عون لم يجد أي حرج في أن يعلنها بصراحة تامة بانه قايض الرئيس سعد الحريري بضمان أمنه السياسي -إذا ما عاد الى لبنان - ، في مقابل وصوله الى سدة الرئاسة الاولى.  ولكن ما يفوت الجنرال انه يعيش في الرابية هوس الوصول الى بعبدا متجاهلا ان الاستحقاق الرئاسي خرج منذ فترة من دائرة المعطيات المحلية ليصبح بندا على جدول الصراعات في المنطقة ، فكما انتظر هذا الاستحقاق مع بداية العام الحالي نهاية المعارك في القلمون السورية ، ومن ثم نهاية الصراع في مناطق بعل محسن وباب التبانة الطرابلسية ، عليه ان يترقب الآن كيف ستسير التطورات في الموصل ونينوى العراقية .  في أحيان معينة تلمع البصيرة لدى بعض نوابنا .. فقد نُقل عن نائب معروف بصراحته ، انه يرفع في مجالسه الخاصة لاءات  ثلاث ، بحيث يجزم : ان لا إقرار لسلسلة الرتب والرواتب ولا انتخابات رئاسية هذا العام ، ولا انتخابات نيابية في موعدها .