عندما يعتقد الانسان جازما , أنه على حق بكل ما لديه من فكر وثقافة وإعتقاد ديني , فبطبيعة الحال , سوف يعتبر الاخر المخالف له , في الاعتقاد الديني على باطل وبالتالي في ضلال , والضلال قد يكون كفرا يوجب القتل , وقد يكون فسقا لا يوجب الكفر ولا يوجب القتل .

بهذه السطحية قرأ الاسلامَ بعضُ الفقهاء المسلمين , وأسسوا فكرا دينيا هو عبارة عن مجموعة فتاوى وآراء تكفيرية لكل من خالف رأيهم الاعتقادي , ولا يستثنى من هذه السطحية في الفهم مذهب من المذاهب , ولكن في المقابل يوجد في المذاهب فقهاء , قرأوا وفهموا من النصوص الدينية خلاف ما فهم الفقهاء المذكورون , يعني أن الاسلام قُدّم للناس بقراءات متعددة , وهذه القراءات المتعددة سببها المناهج المتبعة في قراءة النص الديني , وبالتالي لكلٍ قراءته وفهمه ومنهاجه وقواعده , يتشكل من خلال متابعتها فكرا دينيا متاثرا بهذه الادوات .

ولا يمكن علميا إنتاج وتشكيل فكر ديني غير متاثر بأدوات فهم النص الديني , وغير متأثر بثقافة وإعتقاد قارئ النص , وعبثا يحاول البعض تغيير الفكر الديني لدى المسلمين من غير تغيير أدوات فهم النص , ومن غير تغيير طبيعة وثقافة وإعتقاد قارئ النص , على سبيل المثال لا الحصر ,( كيف يمكن لإنسان لا يعترف بأن للإنسان حق الخيار والاختيار في إعتقاد ما يشاء , أن ينتج فكرا دينيا متسامحا ) .

فلذلك , إن ما نراه من سلوكيات لا إنسانية , عند ما يسمى " داعش والنصرة والقاعدة وأمثالها في العالم كله " , هي نتيجة طبيعية لفكر ديني لا إنساني , خالٍ من النزعة الانسانية , ولا يعتقد أن للإنسان كرامة إذا ما خالف إعتقاد هذه الجماعات التابعة فكريا الى مذهب فكري ديني , واذا راجعت فتاوى الفقهاء عند كل المذاهب , تجد أنه لا كرامة لإنسان مخالف بالاعتقاد , على سبيل المثال أيضا لا الحصر , تجد عند بعض الفقهاء فتاوى تجيز غيبة وبهتان وإتهام المخالف في الاعتقاد بأي تهمة تراها مناسبة لهتكه , يعني بمجرد أنه خالف إعتقادك المذهبي , جاز لك هتكه حتى ولو كان من أتقى الاتقياء.

أليس الغيبة والنميمة والبهتان ( البهتان هو لصق غيب او تهمة بشخص غير موجودة فيه ) , أليس هذا قتلا معنويا لإنسان لا ذنب له سوى أنه لا يعتقد ما تعتقد أنت , فضلا عن بعض الفتاوى والاراء التي تجيز قتل المخالف أذا سب او ذم أحدا من رموز المذهب الفلاني , وأكثر من ذلك أن بعض الفقهاء أفتوا بعدم جواز غسل وتكفين ودفن المخالف في قبور المسلمين .

بعد هذا الغيض من الفيض , كيف لا يوجد أمثال داعش وفاحش , ونصرة وهزيمة , وقاعدة وقائمة , وقتل وذبح وتشريد , وهتك أعراض وسبي وإغتصاب وإلى آخره .

تابع ...