نعم، فعلها تلفزيون لبنان، فبعد أن قطع اللبنانيون أملهم من مشاهدة مباريات كأس العالم على شاشة تلفزيونهم الوطني، واتجهوا مقيّدين بسلاسل الاحتكار إلى قناة bein sport  القطرية بهدف مشاهدة العرس الكروي العالمي.

 قرّر التلفزيون الرسمي أخيراً تجاوز شركة "سما" التي أرهقته بضربات الترجيح المؤلمة والتي هزّت شباك كرامة اللبنانيين وحقوقهم مراراً وتكراراً على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وقام بنقل المباريات عبر شاشة "تي أر تي" التركيّة وشاهد اللبنانيون تسجيل الفريق الألماني أربعة أهداف في شباك البرتغال عبر شاشتهم الرسمية، بينما الرابح االحقيقي وهدّاف مونديال لبنان ال2014 كان هو رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان "طلال المقدسي" والذي تجاوز هجوم شركة سما ودفاع وزارتي الاتصالات والشباب والرياضة ليهزّ شباك الاحتكار القطري بهدفٍ تربّع به بجدارة على عرش قلوب اللبنانيين. وذلك بعد أن كان قد هدّد قبل ساعات بنقل المباريات رغماً عن الجميع، حتى لو كلّفه ذلك الاستقالة من منصبه.

وجاء موقف المقدسي هذا في ختام مؤتمر صحافي عقده وزراء الاتصالات بطرس حرب، والشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي، والإعلام رمزي جريج، يوم أمس، والذي أعلنوا فيه إتمام الاتفاق مع شركة "سما"، لنقل مباريات كأس العالم للبنانيينمجاناً عبر الكابلات السلكية مقابل 3 مليون دولار دفعتها الدولة اللبنانية لصاحبة حقوق البثّ الحصري في لبنان "سما" كجزء من التعويض للشركة عن حقوقها المهتوكة، على حدّ قولهم. بينما لم يشمل الاتفاق المشتركين في خدمات الكابلات اللاسلكية، ولا من يملكون صحوناً لاقطة في منازلهم. والأهم أنه لم يشمل البثّ الأرضي لـ"تلفزيون لبنان". بينما استغرب رئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية النائب سيمون أبي رميا، طبيعة الاتفاق المعقود بين الدولة اللبنانية وشركة سما والذي قامت الدولة اللبنانية بموجبه بدفع أموال من الخزينة العامة، موضحاً أن هذه الشركات لا تغطي سوى 15 بالمئة من عدد المشاهدين في لبنان.

فلم يفرح اللبنانيون بالإنجاز المبتور الذي قدّمه الوزراء الثلاثة، وشركتا ألفا وتاتش، كفرحتهم بهدف التحدّي المقدسي الذي حطّم أسطورة حصرية بث المونديال، واحتفلوا بهذا النصر بحفاوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أن معظمهم دفعوا رسوم الإشتراك لشركة سما مسبقاً لكنهم تخلّوا عن شاشة  beinsportليشاهدوا مباراة ألمانيا-البرتغال على شاشتهم اللبنانية ولو بتعليقٍ تركي. ليتخلّوا عن شعارهم المعتاد "شكراً قطر"، لأول مرة، لصالح شعار التحدّي "شكراً مقدسي".

نهلا ناصر الدين