مجدّداً تعود "داعش" للظهور بقوّة إلى واجهة التحديات التي تشكّل قلقاً كبيراً على مستقبل المنطقة، فبعد أن بهت اسم "داعش" في الأيام الأخيرة في سوريا، عاد ليسطع نجمه بقوّة في العراق.

بعد الهجوم الكاسح الذي يشنه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في العراق، والذي تمكن خلاله من السيطرة على مدينتي الموصل شمال العراق، و تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وصولاً إلى أطراف مدينة سامراء التي لا تبعد سوى 110 كلم عن شمالي العاصمة بغداد. دعا التنظيم اليوم إلى مواصلة "الزحف" جنوباً نحو العاصمة بغداد ومدينة كربلاء والنجف، خلال كلمة نُشرت على مواقع تُعنى بأخبار الجهاديين.

فقال أبو محمد العدناني أحد أبرز قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية": "واصلوا زحفكم فإنه ما حمي الوطيس بعد، فلن يحمى إلا في بغداد وكربلاء فتحزموا وتجهزوا"، مضيفاً "شمروا عن ساعد الجد ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه، وازحفوا إلى بغداد الرشيد، بغداد الخلافة، فلنا فيها تصفية حساب، صبحوهم على أسوارها لا تدعوهم يلتقطوا الأنفاس".

ووجه العدناني في التسجيل الذي حمل عنوان "ما أصابك من حسنة فمن الله" رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: "ماذا فعلت بقومك يا أحمق؟ وما أحمق منك إلا من رضي بك رئيساً وقائداً، تبقى بائع ملابس داخلية، ما لك وللسياسة والقيادة العسكرية، لقد أضعت على قومك فرصة تاريخية للسيطرة على العراق ولتلعنك الروافض ما بقيت لهم باقية".

ويتابع مهدّداً المالكي: "حقاً أن بيننا تصفية للحساب، حساب ثقيل طويل، ولكن تصفية الحساب لن تكون في سامراء أو بغداد، وإنما في كربلاء المنجسة والنجف الأشرك وانتظروا أن معكم منتظرون".

فأيّ مصير ينتظر العراق والمنطقة بعد التصعيد الخطير في مستويات لعبة "الأنظمة والدواعش" داخلياً وخارجياً، وأين حزب الله  من هذا التهديد الصريح والمباشر لأهم مقامات الطائفة الشيعية في العراق..!! وهذا ما يُسقط بشكلٍ أو بآخر ستار الدين عن أسباب مشاركته في الحرب السورية، ويؤكّد أن حزب الله دخل سوريا دفاعاً عن مقام رئاسة الأسد وليس عن مقام السيدة زينب.

نهلا ناصر الدين