هي ليست المرّة الأولى التي يتزرّع فيها النظام السوري بتبنٍ رسميّ لترشّح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية، كانت الأولى على لسان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي سبق له ووصف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" بـ"بفخامة الجنرال عون"، ثم جاءت الثانية على لسان الرئيس السوري بشار الأسد بنفسه اليوم عبر حديثٍ لجريدة "الأخبار" مرحباً بانتخاب عون رئيساً للبنان.

فأكد الأسد أن سوريا لا تتدخل في شأن أي دولة عربية لكنها ترحب بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً لما فيه مصلحة لبنان أولاً ومصالح علاقات الأخوة، ولأنه وطني لا طائفي، ومؤمن بالمقاومة والعروبة.

هذا واستذكر الأسد مواقف عون عند تعزيته بشقيقه ومصالحة أحد الضباط السوريين الذي كان مسؤولاً في لبنان، معتبراً أن "عون كشف عن طينة رجل نزيه وشريف خاصم بشرف وتصالح بشرف وبَقي وفياً لموقفه حيال سوريا، رغم كل العواصف والإغراءات."

  ومن جهة أخرى، شدد الأسد على أنه مقتنع، أكثر من أي وقت مضى، "بقدرة الشعب السوري على تخطي هذه المرحلة السوداء من تاريخ البلاد".

مضيفاً "بقيت أراهن على قدرة هذا الشعب على ضرب جذور المؤامرة. وجاءت الانتخابات لتؤكد أن الناس لم تتغير رغم الإعلام والتجييش والتكفير والإرهاب والتآمر الخارجي".

ولفت الأسد إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان ولا يزال يدعم الموقف السوري لإدراكه بأن ما تعرضت له سوريا ليس نتيجة غضب شعبي، وإنما لرغبة دول خارجية بتدمير دورها.

وعن الحوار الأميركي الإيراني لفت الأسد إلى أنه "ليس الحليف الإيراني هو الذي سيتغير حيال سوريا. فهو صامد في موقفه أكثر مما يعتقد البعض. وإنما أميركا والغرب هم الذين بدأوا يرسلون إشارات تغيير".

وقال الأسد: "مسؤولون أميركيون حاليون أو سابقون يحاولون التواصل معنا، لكنهم لا يجرؤون بسبب لوبيات تضغط عليهم".

لا شكّ أن هذا التبنّي الصريح من قبل الرئيس السوري للعماد عون قد أسقط عنه نهائياً ستار التوافقية الذي كان يحاول الجنرال التستّر به مراراً وتكراراً إلى غير رجعة، ليجعل منه مرشّحاً كيدياً ومرشّحاً ممانعاً بالدرجة الأولى، فليس من الفخر أن يقوم ملك الدم والنار بترشيح عون، ولا شكّ بأنها وصمة عارٍ دكتاتورية على جبين الجنرال لن تمحوها الأيام القادمة.

نهلا ناصر الدين