بعثت وسطية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على اطمئنان داخلي أشعر لبنانيين خارجين عن طوابير الطوائف بحضور وطنية غائبة باتت طيّ السجل ومحل شُبهة لأنها نقيضة للعصبية المسيطرة على بنيتيّ السلطة والمجتمع ويدفع أصحابها والمنتسبون اليها فواتير غالية من قبل أرباب الملل والنحل . لا جعجع ولا عون قالها وليد جنبلاط بصريح العبارة لم يمارس تقية ولم يداهن كما يُداهن الآخرين من أهل السياسة ايمان منه برئيس يقرب وجهات النظر يجمع ولا يفرق يلعب دوراً ريادياً داخل الدولة لا داخل التيّار أو القوّات أو الطائفة يسهم في تغليب رؤية الدولة على الرؤية الحزبية وأبعادها العربية والاقليمية يمعن في اختيار الأنسب في السياسة والسلطة ولا يمتهن التوظيف الطائفي وينطلق من قناعات لبنانية استقلالية سيادية . لقد نجح رئيس كتلة النضال في اختراق جدر 14و8 آذار وفي ازالة حواجزهم الموضوعة من المجلس النيابي الى قصر بعبدا وفتح صعيداً جديداً يريح البلاد والعباد من مرشحين مثقلين بتجارب سلطوية فاشلة وقاتلة وبتطرف مريض وبغيض ونحن أحوج ما نكون في هذه المرحلة الى رئيس من صنع الارادة الوطنية غائب عن السمع في المسائل المتعلقة بأوضاع الآخرين من الأقربين والأبعدين سلباً أو ايجاباً وحاضر بقوّة في الشؤون المحلية للمساهمة في سياسات حكيمة خارج دائرة الثالوث القوي أو المحاصصة الطائفية . في كلام جنبلاط تصحيح لمسار رئاسي يعزّز من صيغ التوافق المعتدل على شخصية ناضجة وقادرة على التمايز داخل الجماعة المنقسمة على نفسها بطريقة آيلة في كل لحظة الى السقوط في فخوخ الحروب الشبيهة بحربيّ سورية والعراق .