"عشرون دقيقة من النزيف العادي تحت شموس تجاهلنا الفاقع تقفل علينا باب الأمل وتعلن أننا دخلنا في زمن القتلة"....عبارةٌ تطالعك في مقدّمة صفحة الشهيد هاشم السلمان على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

هاشم الذي غاب وبقيت ذكراه كتلة نارٍ تشتعل بصمتٍ في صدور الشباب اللبناني الذي لا يرضى بعار الإرتهان للغير، خافوا من صرخته الوطنية فكتموها بالرصاص، ثم كبّلوا الحق بالترهيب والترغيب لإخفاء دماءٍ أكبر من الإخفاء.

مرّ عامٌ على استشهاد هاشم السلمان، وكان اسمه لا يسقط إلا سهواً بين قضايا لبنان المتعلقة بأطراف ما يسمى هيبة الدولة، ومرّت الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده مرور الكرام، ولا كأن دماءً سُفِكت في مثل هذا اليوم في وضح النهار وعلى مرأى القوى الأمنية.

في هذا السياق كان لموقع لبنان الجديد حديثاً خاصاً مع شقيق الشهيد هاشم الأستاذ "صلاح السلمان" الذي أكد بأن "قضية هاشم هي حب لبنان، ودفع حياته ثمناً لقضيته التي تحمل في طياتها آلام كل اللبنانيين، وخوفه على بلده كان ذنبه الوحيد، فهو نزل لأمام السفارة الإيرانية فقط ليقول بأن الشباب الذين يذهبون للحرب السورية يشكلون خطراً على لبنان ويجلبون الفتنة والتطرف والكراهية إلى هذا البلد الصغير، ذهب ليعبّر عن قهره على شباب لبنان الذي يجعل من نفسه وقوداً لنيرانٍ إقليمية ومشاريع إقليمية لا تنتهي."

وأضاف صلاح السلمان "ولكن تجار الدم والدين في البلد ليس من مصلحتهم أن تستمر هكذا قضية ولهذا السبب قتلوه، وأقول لهاشم بأن قضيته سنكمّل بها للنهاية حتى لو كنا لوحدنا."

وفي سؤالٍ عمّا توصلت إليه التحقيقات في قضية هاشم أجاب شقيقه "القضاء اللبناني مشارك بجريمة قتل هاشم، والتحقيات في القضية صفر حتى اليوم، لأن هناك قرار يمنع التحقيق بالقضية، رغم أن القتلة معروفين، والجريمة واضحة."

موضّحاً " والمظاهرة كانت مرخّصة وكان هناك أجهزة جيش ودرك وتمت الجريمة أمام عيونهم، وآخر صورة لهاشم كانت ما بين أيدي الجيش قبل أن يأخذه المجرمون ويقومون بتصفيته نهائياً، فأجهزة الأمن اللبناني مسؤولة أيضاً عن الجريمة لأنه كان لم يزل على قيد الحياة عندما أخذه المجرمون من أيديهم."

ولفت صلاح السلمان في إشارةٍ إلى حزب الانتماء اللبناني إلى أن "هناك من يتاجر بقضية أخي هاشم، وهم جماعة فاشلون سياسياً ويريدون المتاجرة بقضية أخي لمصالحهم الخاصة."

مشدّداً على أن "المتهم الأول والمسؤول الحقيقي عن مقتل هاشم هو نصر الله، فعندما يُمنَع الصحافيين من التصوير قبل حصول الاعتصام حتى، هذا دليل واضح على أن هناك مخطط لعملية إجرامية، وعملية إغتيال مع سبق الإصرار والترصد يتحمل مسؤوليتها من هو على رأس العصابة حسن نصر الله وهو من يقوم بتعطيل القضاء اليوم."

 

فهل ستُثمر دماء هاشم يوماً ما شجرةَ حقٍ في صحراء الباطل، أم أننا فعلاً دخلنا في زمن القتلة وبات يتوجب علينا إقفال باب الأمل والركوع في زاوية الذل والارتهان...؟؟!!

نهلا ناصر الدين