منير الربيع

الرهانات كثيرة، كرسي الجمهورية يستأهل كل المعارك، 40 عاماً من الحلم، آن الأوان لتحقيقه. هكذا ينظر النائب ميشال عون إلى الإنتخابات الرئاسية، يريد أن يكون الرئيس الثالث عشر، وهو مستعدّ لأن يدفع الغالي والنفيس، يراهن على حواره مع تيار المستقبل، كما يراهن على تغيّرات إقليمية تأتي به رئيساً، ولا يخفي رهانه على عامل الوقت إلى حين تهيئة الظروف، ولو اضطر الأمر إلى إنتخاب مجلس نيابي جديد يمنحه لقب صاحب الفخامة.

كل الأوراق مطروحة على الطاولة، قابلة للإستخدام لأنها الفرصة الأخيرة، من هنا أعلن في مؤتمره الصحافي الأخير أن لا
خطتين لديه، بل خطّة واحدة، تنقسم إلى قسمين، في قسمها الأوّل أنه مرشّح توافقي، وبحال لم يحظ بموافقة الأفرقاء، ينتقل إلى القسم الثاني وهو تأجيل الإنتخابات إلى ما بعد شهر آب، أي إلى بعد الإنتخابات النيابية.

المعركة مفتوحة مع الجميع، المهادنة لا تخلو من المخاصمة، تشير مصادر تكتل التغيير والإصلاح لـ"المدن" إلى أن الإتصالات ما زالت مفتوحة مع تيار المستقبل، وقد تأتي بجديد، أما بحال عدم الإتفاق، تجزم المصادر بأنه لن "يكون رئيس للجمهورية من دون موافقة عون، حينها تجري الإنتخابات النيابية ويبنى على الشيء مقتضاه، وبالتأكيد سيكون الجنرال هو الرئيس".

مصادر بارزة تشير لـ"المدن" إلى ان "موضوع وضع قانون إنتخاب جديد هو أشبه بالمستحيل، إذ هناك تناقض كبير في وجهات النظر بين الأفرقاء، ولا بد من الإشارة إلى أن المجلس سيعرقل عمله بحجّة عدم التشريع في ظل شغور الموقع الأول في الدولة". هناـ تشير مصادر التغيير والإصلاح إلى أنهم قد يذهبون إلى الإنتخابات على أساس قانون الستين، فيما المصادر الأخرى تستبعد أن يكون أي من الأحزاب جاهزاً للذهاب إلى الإنتخابات.

يقول أحد نواب المستقبل لـ"المدن": من حيث المبدأ الأولوية للإستحقاق الرئاسي، لأنه إذا قبلنا بتأجيل هذه الإستحقاق فنكون نقبل بالشغور في المواقع الأساسية، الضرورة للقصوى لإنتخاب رئيس، وإذا لم يحصل، حينها يبنى على الشيء مقتضاه.

مصادر أخرى من المستقبل تؤكّد أن المشاورات مع عون لم تصل إلى أي مكان لا رئاسياً ولا نيابياً، لكنها موجودة وجدية، وعن ربطه موضوع الرئاسة بالنيابة تشير إلى أنه "يراهن على إنتصار محور الأقليات لا سيما في سورية حينها سيظن أن ثلثي المجلس سيكون لصالحه، والأشخاص الذين يعارضونه سيحتاجون إلى رضاه في ما بعد".

البشائر تدل إلى أن المجلس النيابي من المستحيل أن ينعقد في هذه الفترة، الجميع ينتظر المتغيرات في المنطقة، حزب الله يراهن على الوقت، خصوصاً أن المتداول بين قادته حسبما علمت "المدن" هو ان الإنتخابات الرئاسية أصبحت مؤجّلة إلى ما بعد الإنتخابات النيابية، أو على الأقل إلى فترة ليست بقصيرة تكون الصورة الإقليمية إتضّحت أكثر والظروف نضجت.

وبين هذا وذاك، تقول مصادر وسطية لـ"المدن" إن "عون ينتظر أن يحظى الأسد بجائزة نوبل لمكافحة الإرهاب وحينها يعتبر أنه سيفرض هيمنته على طريقة إميل لحود، أي خلق ظروف قاهرة تجعل من الخصوم يسيرون بخيار عون أو لا أحد،  يلعب
بالحد الاقصى، ليس لديه متّسع من الوقت". وتضيف المصادر: المستقبل لن يسير بالتمديد للمجلس النيابي لأنه لا يستطيع السير بهكذا خطوة من دون المسيحيين، وعليه ستفتح معركة بين عون وبري لأنه يحمّله مسؤولية عدم فوزه بالرئاسة، وعليه يصبح بري رئيس مجلس سابق، كونه يعتبر أن بري وجنبلاط هما محرك العمل ضد ترئيسه.

المدن