خاص "ليبانون ديبايت" - ربيع دمج:

في مطلع شهر نيسان الجاري، وبمناسبة زمن الآلام، نشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية تقريراً مطولاً عن كيفية صلب المسيح، وتطرق التقرير إلى أن علماء في التاريخ والدين المسيحي كشفوا أن عملية صلب المسيح تمت وذراعاه مفرودتان بشكل أفقي على الصليب وأن ذراعي المسيح ربما تم تثبيتهما فوق رأسه.

الفريق الدولي من العلماء وبعد دراسة كفن تورينو، وهو الكساء الذي يقال إن المسيح كفِّن به عند دفنه، إنهم اكتشفوا أن المسيح تم تعليقه في الصليب على شكل حرف (Y). 
وبحسب المشرف على دراسة كفن "تورينو" الدكتور ماتيو بوريني، أن"بقع الدم" على الذراع اليسرى لا تتوافق مع تدفق الدم من شخص تعرّض للصلب. بما معناه أن بقع الدم الموجودة على الكفن تتوافق مع صلب الشخص، وهو بوضعية مماثلة للحرف "Y"، وليس الحرف "T".

هذه النظرية وفي حال تم إثباتها أو تكريسها ستكون قنبلة داخل الكنيسة التي آمنت منذ نشأتها بعقيدة صلب المسيح واتخذت من الصليب رمزاً دينياً لها ذو أبعاد لاهوتية، ولكن لمن يدقق جيداً بالنظرية الحديثة حول كيفية وطريقة صلب المسيح سيلاحظ بأن هذه النظرية تتوافق تماماً مع عقيدة "شهود يهوه"، الذين حرصوا منذ بداية نشاتهم في أواخر القرن التاسع عشر على يد مؤسسها الأميركي شارلز راسل على تعزيز نظرية ان المسيح لم يصلب بل عّلق على عامود ورفعت يداه إلى فوق رأسه.

هذه العقيدة هي الركن الاول من أركان "شهود يهوه" لذا أتباعهم لا يضعون الصلبان بتاتاً لا في رقبتهم ولا منازلهم ولا حتى على مقابرهم.

وفي حديث مع رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم لموقع "ليبانون ديبايت" إعتبر أن هذه الدراسات والنظريات الجديدة فيما خص صلب المسيح وقيامته والعقائد الحديثة الاخرى هي جميعها تصب في خانة واحدة الا وهي "خدمة الصهيونية" التي تحاول منذ عشرات السنين ضرب العقيدة المسيحية من الصميم، ولكن هؤلاء لا يستطعون النيل من مليارين مسيحي في العالم، إلا من كان ضعيف الإيمان".

ويرى أبو كسم ان "شهود يهوه" هي حركة سرية ممنوعة قانونياً في لبنان، وهي قيد الملاحقة الامنية.
وفي إتصال آخر مع مصدر امني رفيع للتأكد من صحة هذا الكلام، قال بإن "شهود يهوه" جمعية ممنوعة ولكن فعلياً لم يتم ملاحقة او القبض على أي من اتباعها. كون هذا الأمر يحتاج الى تبليغ أو إخبار، ولكن حتى اليوم لم يتقدم احدا بدعوى ضد هؤلاء.

تجدر الإشارة إلى ان أتباع شهود يهوه في لبنان في تزايد مستمر وليس بتناقص، وبحسب المبشرين الموجودين في لبنان والذين يجولون على المنازل (عادة يكون رجلاً وإمراة) يقولون أنهم وصلوا من 7 إلى 8 فرداً، وليس جميعهم من أصول مسيحية بل لهم اتباع من المسلمين.

في بيروت يتواجدون بكثافة في برج حمود –البوشرية – الدكوانة –الدورة، حيث لهم شققا للتجمع فيها والتبشير.
وتعتبر محافظة الشمال أكثر بقعة خصبة لتزايد أعداد شهود يهوه، وفي طرابلس وتحديداً منطقة الزاهرية يوجد عدد من المراكز لهم، وهي عادة تكون شقق داخل عمارات يلتقون داخلها مرتين في الإسبوع، وتحديدا يومي الجمعة والاحد عند الغروب.

كما يزدهر نشاطهم في بلدتي "انفه" و"شكا"، ومنذ أشهر قليلة إشتكى اهالي بلدات "طرزيا، وعنايا، وإهمج" من إنتشار كثيف لمبشري هذه البدعة كما يقولون، إلا أن أحدا لم يشتك قضائياً ضدهم، لذا لا يتم ملاحقتهم. 

كما ان مبشري شهود يهوه دخلوا عدداً من المناطق في الضاحية الجنوبية وتحديداً طريق المطار وحارة حريك وهناك عدد بسيط جداً من اتباعهم، كما انهم أتوا إلى منازل في منطقة البسطة الفوقا وبرج أبي حيدر وهي معروفة بانها مناطق شعبية وصرف إسلامية، إلا ان هناك بعضاً من سكان هذه المناطق إقتنع برسالتهم وتبعهم، وفي سوق الصاغة في صيدا لهم مركزاً مخفياً وأهل المنطقة يدركون ذلك لكنهم لا يقتربون منهم معتبرين أن هؤلاء لا يأذوا أحداً وهم فقط يبشرون الجميع والشخص له حرية الإقتناع أم لا. إذا لم يعد تواجدهم محصوراً ضمن النطاق المسيحي بل أصبحوا يتغلغلون في النسيج الإسلامي.

وبحسب بعض الأهالي الذين طرق أبوابهم مبشرين من شهود يهوه، أكدوا ان هؤلاء كانوا يغروهم بعروضات مثيرة، في حال رفض السكان إستقبالهم، كوعد بمعاش شهري أو وظيفة للعائلات الفقيرة خصوصاً والمقَابل بسيطٌ جدّاً "أن تدخلوا منظَّمتنا وتجرّبوا الحياة من خلالها وإذا لم تُعجبكم بإمكانكم المُغادرة ساعة تشاؤون".

ومن المعروف بان لا مركز عبادة لشهود يهوه فأفراحهم وأحزانهم يقيمونها في قاعة سرّية تابعة لهم وعادة تكون شقة، كما انهم لا يدفنون موتاهم في المدافن المسيحية ولا الإسلامية، بل لديهم مدافناً خاصة في منطقة السبتية (شرقي بيروت) يعرفها أهل منطقة الروضة والسبتية بـ "مدافن الغرباء"، وهناك مدفن كبير جداً لهم في أحد اودية البترون وتحديداً في محيط بلدة "البربارة".

وبالعودة إلى طريقة صلب المسيح ومسالة كيفية الصلب والقيامة، فربما تكون هذه النظرية اول خطوة رسمية عالمية لضرب المسيحيين التقليديين، وربما مع الأيام ستظهر نظريات جديدة منبثقة من عقائد شهود يهوه وغيرهم، من شانها ان تؤثر على الجيل الجديد والذي بدا يتلاشى شيئا فشيئا عن التعاليم الدينية.