الاربعاء القادم 23 نيسان الجاري الموعد الأول لبدء لعبة الرئاسة في لبنان وتتجه  الانظار يوما بعد يوم إلى هذا التاريخ وما يمكن أن تؤول إليه الجلسة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب الرئيس .
الصورة لم تكتمل بعد لكن السيناريوهات كثيرة واللاعبون أيضا كثر محليا وخارجيا وإن لم تصدر إلى الآن أية إشارات  على التدخل الخارجي .
والمشهد الآن يتصدره رئيس حزب القوات اللبنانية الذي أعلن ترشحه وبرنامجه الانتخابي وهو بانتظار ما ستؤول إليه المشاورات الجارية في فريق 14 اذار .
وفي هذا السياق رأت مصادر متابعة أن جلسة الاربعاء لن تكون سوى بداية واما النهايات فهي برسم معطيات ستبرز قريبا محليا وإقليميا ودوليا وهي ليست واضحة حتى الآن .
والتحدي الاول الذي تواجهه جلسة الاربعاء هو القدرة على تأمين نصابها الدستوري الذي يجب ان يكون بـ 86 نائبا وهل ستبادر القوى السياسية من الفريقين 8 و14 بتأمين هذا النصاب الدستوري ؟ وهل يقوم الاقطاب المسيحيون بالحضور الى هذه الجلسة او سيقومون بالمقاطعة بالنتظار غنضاج الظروف اكثر ؟ ويبقى هذا السؤال برسم المشاورات والمبادرات التي يقوم بها فريقي 8 و14 اذار خصوصا بين الأقطاب المسيحية في هذين الفريقين .
وفي حال تعطل النصاب سيقوم الرئيس بري بتحديد موعد جديد بانتظار المشاورات والمبادرات التي قد تأخذ هذه المرة أبعادا خارجية إقليمية ودولية .
وفي هذا السياق لم يحسم اللاعبون بالاستحقاق الرئاسي من غير المسيحيين بعد أسماء مرشحيهم إلا أن الواضح  أن حزب الله يقف خلف عون في المعركة الرئاسية، تاركاً له إدارتها، بكل تفاصيلها، وفق ما تقتضيه حساباته ومصلحته، مكتفياً بدعمه والاستجابة لكل ما يحتاج اليه من أجل تسهيل مهمته.
أما الرئيس بري فهو لن يتردد في تأييد خيار عون انسجاماً مع المكونات الأخرى في "8 آذار" ("حزب الله" و"تيار المردة" و"الحزب القومي"، و"حزب البعث"..)، في حال أراد الجنرال المضي في الانتخابات، خصوصاً إذا كان المرشح الآخر رئيس حزب "القوات اللبنانية" او غيره من شخصيات "14 آذار".
أما النائب جنبلاط، فقد فقد قال لصحيفة السفير أنه لن يكشف عن اسم مرشحه الى رئاسة الجمهورية، قبل انعقاد جلسة الانتخاب الاربعاء المقبل، وقال: من يريد أن يعرف لمن سأصوّت، عليه ان ينتظر حتى الاربعاء، ولن أفصح عن خياري منذ الآن.
وبينما يوحي جعجع بأن توافق "14 آذار" على ترشيحه بات وشيكاً، اكدت أوساط كتائبية لـ"السفير" أن الرئيس أمين الجميل يتجه للإعلان عن ترشيحه قبل نهاية الاسبوع الحالي، وهو أبلغ حلفاءه بذلك، مبدياً ارتياحه لتحديد موعد جلسة الانتخاب، ومشيداً بدور البطريرك الماروني بشارة الراعي في هذا المجال.
وعقدت اللجنة المصغرة المعنية بالحملة الانتخابية للجميل اجتماعاً لدراسة الوضع، في وقت شددت الاوساط الكتائبية على ضرورة توحّد "14 آذار" حول مرشح يستطيع استقطاب قوى أخرى.
وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ"السفير" إن انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم من دون تفاهم مسبق، لان أياً من الاسماء المتداولة لا يستطيع الحصول على أكثرية الثلثين او حتى على النصف + واحد، في ظل المعطيات الراهنة، مشيرة الى ان حظوظ سمير جعجع شبه معدومة، كما أن فرص ميشال عون صعبة، وإن تكن إمكانية توصله الى تقاطع ما مع "تيار المستقبل" ومن خلفه واشنطن والرياض، تظل واردة.
ورجحت المصادر أن يتم التفاهم في نهاية المطاف على رئيس توافقي، لكن الطريق نحوه ستكون طويلة ووعرة، لافتة الانتباه الى انه لا يوجد حتى الآن "معطى صلب"، يمكن ان يؤسس لمفاجأة رئاسية في الجلسة المقبلة.