أقدمت يد التخلف والاجرام ويد الجشع المالي والاقتصادي على هدم منزل الشاعرة والاديبة اللبنانية مي زيادة وأتت عمليات الهدم على محتويات المنزل من التراث الثقافي التي كانت تمتلكه الاديببة زيادة ويأتي ذلك في ظل صمت مطبق من وزارة الثقافة اللبنانية والجمعيات والجهات المعنية بالعمل الثقافي والادبي في لبنان .
وتعتبر مي زيادة من ادباء لبنان والعالم الكبار ووضعت بمستوى عمالقة الشعر والأدب العالميين  مي زيادة أديبة كجورج إيليوت، وجورج صاند، ومدام روستال، نهايك عن شخصيتها ذات الثقافات المنوعة. فقد قيّض لمي أن تتقن تسع
لغات هي: العربية، والفرنسية، والانكليزية، والألمانية،و الإيطالية، والأسبانية،واللاتينية، واليونانية، والسريانية.

ولدت مي زيادة في الناصرة. كانت تتقن ست لغات ومنها الفرنسية والألمانية والإنجليزية والإيطالية، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية. وهي إبنة وحيدة لأب لبناني وأم فلسطينيةأرثوذكسية. تلقت دراستها الابتدائية في الناصرة، والثانوية في [عينطورةبلبنان. عام 1907، انتقلت مع أسرتها للإقامة في القاهرة. ودرست في كلية الآداب وأتقنت اللغة الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية ولكن معرفتها بالفرنسية كانت عميقة جداً ولها بها شعر. في القاهرة، عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته، عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. فيما بعد، تابعت دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة فيجامعة القاهرة. نشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية منذ صباها فلفتت الأنظار إليها. كانت تعقد مجلسها الأدبي كل ثلاثاء من كل أسبوع وقد امتازت بسعة الأفق ودقة الشعور وجمال اللغة. نشرت مقالات وأبحاثاً في كبريات الصحف والمجلات المصرية، مثل للمقطم، والأهرام، والزهور، والمحروسة، والهلال، والمقتطف. أما الكتب، فقد كان «باكورة» إنتاجها في عام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية وأول أعمالها بالفرنسية كات بعنوان "أزاهير حلم". ظهرت عام 1911 العربية من اللغات الألمانيةوالفرنسية والإنجليزية. وفيما بعد صدر لها "باحثة البادية" عام 1920، و "كلمات وإشارات" عام 1922، و "المساواة" عام 1923، و "ظلمات وأشعة" عام 1923، و "بين الجزر والمد" عام 1924، و "الصحائف" عام 
1924.

أما قلبها، فقد ظل مأخوذاً طوال حياتها 
بجبران خليل جبران وحده، رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا منذ 1911 وحتى وفاة جبران في نيويورك عام 1931. واتخذت مراسلاتها صيغة غرامية عنيفة وهو الوحيد الذي بادلته حباً بحب وإن كان حباً روحياً خالصاً وعفيفاً. ولم تتزوج على كثرة عشاقها.
كان أول كتاب وضعته باسم مستعار (ايزيس كوبيا) وهو مجموعة من الاشعار باللغة الفرنسية، ثم وضعت مؤلفاتها (باحثة البادية) وكلمات وإرشادات، ظلمات وأشعة، سوانح فتاة، بين المد والجزر، الصحائف والرسائل، وردة اليازجي، عائشة تيمور، الحب في العذاب، رجوع الموجة، ابتسامات ودموع، وقامت بعدة رحلات إلى أوروبا وغذت المكتبة العربية بطائفة من الكتب الممتعة موضوعة ومنقولة وبلغت من غايتها في الأدب والعلم والفن فاستفاض
ذكرها على الألسنة.