أبى رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلّا ان يعقد جلسة الحوار بطبعته الثالثة بمن حضر رغم ان الغائبين كثر حزب الله ، القوات اللبنانية ، المردة، الحزب السوري القومي الاجتماعي , والنائب طلال ارسلان . ساعتان من الوقت استغرقت الجلسة السابعة عشر من الحوار الذي بدأ في بعبدا عام 2008 , لم يتم الخوض في تفاصيل تصور رئيس الجمهورية بشأن الاستراتيجية الدفاعية بل تخللتها عناوين عريضة لان الحضور الكامل ضروري لمناقشتها . وقد لفت سليمان الى عدم الالتزام بما تم التوافق عليه في مقررات الحوار واصر على عرض تسجيل صوتي لمدة دقيقتين يثبت ان جميع الافرقاء وافقوا على اعلان بعبدا بمن فيهم حزب الله وهو ما اعتبره الرئيس نبيه بري لزوم ما لا يلزم ولكن رئيس الجمهورية اكد انه كان سيعرض هذا التسجيل بحال حضر حزب الله ام لم يحضر. وقدم النائب وليد جنبلاط مطالعة شبه تاريخية حول دور الحوار اما النائب ميشال عون فقدم مداخلة تضمنت عناوين عريضة لكيفية وضع الاستراتيجية الدفاعية. الرئيس السنيورة دعا الى ضرورة انسحاب حزب الله من سوريا ومناقشة موضوع سلاحه والعودة الى لبنان للبحث في الاستراتيجية الدفاعية وهو ايضا ما اكد عليه النائب فريد مكاري الذي طالب بحل سرايا المقاومة ودعا حزب الله الى التعاطي بشكل واقعي مع الداخل اللبناني وليس بصورة فوقية. في المقابل دافع الرئيس نبية بري في مداخلته عن حزب الله والمقاومة وسلاحها. الجلسة التي تخللتها لقاءات جانبية صدر في ختامها بيان لفت الى ان المجتمعين رحبوا بتشكيل حكومة المصلحة الوطنية واكدوا على ضورة نجحها في معالجة التحديات خصوصا فرض الامن والتهيئة لانجاز الاستحقاقات الدستورية في المهل المحددة. كما تمت الاشادة بخلاصات مجموعة الدعم الدولية وللبنان , والتأكيد بأن التهديدات الإسرائيلية المتمادية ضد لبنان والمماطلة في تنفيذ كامل مندرجات القرار 1701 وتزايد مخاطر الإرهاب ولا سيما المخاطر الناتجة من تداعيات الأزمة السورية والسلاح المنتشر بصورة عشوائية بين أيدي المواطنين والمقيمين تستوجب التوافق على استراتيجية وطنية للدفاع حصرا عن لبنان. الرئيس سليمان حدد الخامس من أيار موعدا لجلسة جديدة، خطوة أراد من خلالها ان يقول للجميع وخصوصا حزب الله الذي توهم أنه باستطاعته عزل الرئيس أن الأمر لي، وأنا المقرر، وكما بدأت عهدي في الحرص على الحوار والتوافق سأنهي عهدي كذلك.