العد العكسي للإنتخابات الرئاسية بدأ. حلبة الترشح للوصول الى كرسي الموقع الأول في الدولة بدأت.

على وقع الاحداث المشتعلة عربيا ودوليا وإقليميا وما يتداعى منها الى الداخل، يجزم الأفرقاء السياسيون اللبنانيون بأن استحقاقهم الأساس سيجري في موعده، ولا وجود لأي طرف محلي أو خارجي يريد الفراغ. وسط هذا التأكيد تنقسم آراء اللبنانيين حول الرئيس الجديد، صحب العهد الموعود.

سبعة مرشحين بارزين يتم التداول بأسمائهم، وللتوضيح لا بد من توزيعهم على دوائر، حيث تضم الدائرة الأولى أسماء الأقطاب، أي سمير جعجع، ميشال عون، أمين الجميل، وسليمان فرنجية، وفي الدائرة الثانية، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وزير الخارجية السابق جان عبيد، النائب روبير غانم.

في التوجهات السياسية، تبدو توجهات الفريق "المسلم" تتعارض مع توجهات الفريق "المسيحي"، فالمسيحيون والذين يعتبرون ان هذه المعركة معركتهم لطالما شددوا على وجوب وصول رئيس قوي لديه قاعدة شعبية، تأكيد تم التشديد عليه من قبل الأحزاب والتيارات المسيحية بدءا من رئيس كنيستها.

البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قال الى اننا امام استحقاقين كبيرين انتخاب رئيس للجمهورية والإحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير عام 2020 مذكرا بالمذكرة الوطنية التي صدرت في عيد ما مارون والتي وصفت بخريطة الطريق لهذين الحدثين، وأكد على وجوب الإتيان برئيس مسيحي قوي، كذلك الأمر بالنسبة لجعجع وعون.

هذا التصور لا يتفق مع نظرة الفريق المسلم، للرئيس الموعود، او المرشح، فالرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، عمادة تحالفهما وتلاقيهما السياسي، هو الإتفاق على الإتيان برئيس مسيحي، غير قوي، يكون طيعا بين أيديهم، ولا يتمتع بقاعدة شعبية.

المرشحون، لا يهدأون، يدأبون على إجراء اتصالات واستفسارات، في الداخل والخارج لمعرفة مدى حظوظهم، وكلهم يرى نفسه سيد بعبدا، من زاوية ثقب طموحه، فعون وبعد انفتاحه على المستقبل أصبح مقتنعا بتربعه على كرسي حلمه، وجعجع أعلن بوضوح أنه للرئاسة وهو يمثل قوى الرابع عشر من آذار، وهو يراهن على ترشح أكثر من شخصين لتأمين نصاب الجلسة الأولى أي الثلثين وتشتيت الأصوات، وبعدها تعقد الجسلة الثانية، وينجح بالنصف زائد واحد أي بخمسة وستين صوتا. أمين الجميل أجرى اتصالات، وحصل على إيحاءات بإمكانية قبوله، خصوصا انه على علاقى بالفريقين السياسين المختلفين، ولديه علاقات واسعة جدا دوليا، اما النائب سليمان فرنجية، فيعتبر أن صمته دربه الى بعبدا، بعد تعذر الإتفاق على عون وفتحه قنوات تواصل مع أفرقاء عدة. مرشحو الدائرة الثانية أيضا يعتبر كل واحد منهم أنه الأوفر حظا، كل لأسبابه ولنظرته.

ولكن أيا من طموحات المرشحين، تبدو واقعية في بيدر بعض الأفرقاء السياسيين، لا سيما في حسابات بري-جنبلاط، ووسط الحديث عن لبننة الإستحقاق، يعلّق سياسي مخضرم، ان النسيم في لبنان هبوبه من الخارج، فكيف بحال رياح الاستحقاق الرئاسي؟