ابتداء من اليوم تدخل البلاد مرحلة سياسية دقيقة وذلك مع بدء المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس جديد للبلاد تبدأ اليوم في 25 اذار وتنتهي في 25 ايار ,ولن تكون هذه الفترة فترة عادية في السياسية اللبنانية داخليا وخارجيا حيث استنفرت كل الأفرقاء والقوى السياسية في لبنان لتبدأ رحلة المشاورات والمناقشات في اختيار رئيس جديد للبلاد ,ولن تكون هذه القوى لوحدها إذ أن هناك مجموعة من الدول سيكون لها رأي ووجهة نظر في اختيار الرئيس اللبناني كما جرت العادة في تدخل الخارج في أدق التفاصيل في السياسية اللبنانية ,و من المبكر الحديث عن النتائج التي ستخرج بها المناقشات والمشاورات ولكن من الواضح أن لكل فريق من فريقي 8 و14 اذار مرشحوه .
وفي هذا السياق نشط السياسيون اللبنانيون على خط الرئاسة  و
برز امس موقف لرئيس الوزراء تمام سلام حرص فيه على التأكيد مجدداً ان "مشواري معكم كرئيس للحكومة ليس طويلا وامامنا انجاز عمل مؤسسي كبير اي انتخابات رئاسة الجمهورية"، مشددا على "تحقيق هذا الانجاز تعزيزا لمسارنا الديموقراطي وفتح صفحة جديدة لكل البلد لنطمئن ونطمئن الناس الى ان الامور على الطريق القويم والصحيح".
من جهته شكل رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنة نيابية من "كتلة التنمية والتحرير" تضم النواب علي عسيران وميشال موسى وياسين جابر للشروع في اتصالات مع مختلف الافرقاء والكتل النيابية لتأمين انعقاد جلسة الانتخابات الرئاسية. وستقوم اللجنة بعد عودة النائب جابر من الخارج بجولة على رؤساء الكتل وشخصيات مستقلة وبكركي ورؤساء الطوائف.
وأوضح عضو اللجنة النائب ميشال موسى لـ"النهار"، أن مهمة اللجنة هي التشاور مع رؤساء الكتل النيابية والإطلاع على رؤيتها لسبل إنجاز الإستحقاق الرئاسي في ما يتعلق بالتوقيت والخطوات الواجب اتخاذها. وقال إن اللجنة ستجتمع قريبا خلال يوم أو يومين بعد عودة النائب ياسين جابر وتضع خريطة طريق لتحركها، على أن تضع نتيجة ما تتوصل إليه بين يدي رئيس المجلس كي يتخذ القرار الذي يعود إليه بدعوة النواب إلى جلسة انتخابية، مذكراً بأن الرئيس بري دعا تكراراً إلى جلسات انتخابية في مهلة الشهرين التي سبقت إنتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود لكن النصاب لم يتأمن. والغاية اليوم هي التشاور مع المعنيين تحضيراً للأجواء من أجل تجنب وضع مماثل. وأوضح أن اللجنة تتعامل مع موضوع يخص مجلس النواب ولا علاقة أو تقاطع بين مهمتها ومهمة طاولة الحوار الوطني المدعوة إلى البحث في الإستراتيجية الدفاعية وتخفيف أجواء الإحتقان في البلاد.
وأما على صعيد حزب الله فلم يصدر بعد أي موقف صريح تجاه خطة الحزب لإيصال مرشحه الى بعبدا ولم يعلن الحزب صراحة ترشيح اي شخصية الى الرئاسة ولكن الواضح ان مرشحي الحزب ومن معه من قوى 8 اذار هما العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية وإن كان الحزب أشار سابقا في أكثر من مناسبة الى ان مرشحه للرئاسة هو العماد ميشال عون  .
وأما في المقلب الآخر أي 14 اذار والمستقبل فإن المرشحين كثر وستكون المشاورات بين أطياف فريق 14 اذار شاقة اكثر نظرا لتعدد المرشحين وكثرة الطامحين إلى الرئاسة وسيكون تيار المستقبل أمام موقف صعب وأمام مشاورات شاقة مع حلفائه وقد يصعب عليه الاختيار نظرا لتعدد المرشحين , وقد استقرت بورصة المرشحين لدى فريق 14 اذار على أربعة مرشحين حتى الآن وهم رئيس حزب الكتائب الرئيس امين جميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب المستقل بطرس حرب والنائب روبير غانم ومع كثرة المرشحين من قوى 14 اذار ربما سيترك تيار المستقبل لحلفائه المسيحيين حرية التشاور فيما بينهم لاختيار مرشح واحد تتبناه قوى 14 اذار كمرشح للرئاسة .
هذا لبنانيا وأما على صعيد الخارجي فثمة دول عدة أعربت عن أهتمامها بالاستحقاق الرئاسي وبالتأكيد فأن مجموعة هذه الدول سيكون لها راي في اختيار الرئيس المقبل ولن يستطيع الافرقاء اللبنانيين سوى الامتثال للإملاءات الخارجية المرتقبة ولكنها ليست واضحة حتى الآن ولم تنضج المواقف الخارجية بعد من الاستحقاق الرئاسي ولدينا فترة زمنية طويلة نوعا ما لتنعرف ماذا سيحصل في الساعات الاخيرة من المهلة الدستورية  .