عندما قرر تيّار المستقبل الدخول في اتفاق رُباعي جديد مع حزب الله وحلفائه عبر المحاصصة السياسية والطائفية للحكومة السلامية . أسقط كلّ الشعارات التي حملتها ثورة الأرز ,وفتح باباً كبيراً لعلاقة تعايش مع الواقع المحكوم بتوازنات دقيقة لا يستطيع تيّار كتيّار المستقبل أن يُسهم في خلق توازنات أخرى لأنه لا ينتسب الى التيّارات القائدة لورش الاصلاح أو لعمليّات التغيير في بنية المجتمع والدولة , لذا يتعكّز على الأزمات والنتائج المفتوحة على صيغ قدّ يستفيد منها المستقبل لتصحيح مساره السياسي في سلطة يعشقها حتى الرغبة الجانحة الى التخليّ عن كلّ شيء تمسك به في لحظة تاريخية محرجة لقاء العودة الى رئاسة الحكومة ومحاصصة أعدائه وضمن شروطهم واشتراطاتهم ومهما كانت مؤلمة وموجعة .في التجربة سقط المستقبل  ثلاثة سقطات متتالية أمام عشقه للسلطة فكان الاتفاق الرباعي أولها وكان اتفاق الدوحة السقطة الثانية والحكومة السلامية حجر الأثافي للسقطتين ومن خلالهم عبّر تيّار المستقبل عن نفسه كسمكة لا تستطيع العيش خارج بحر السلطة . وفي التجربة أيضاً سقط المستقبل كمعارضة لأنّه لم يتمكن من لعب دوراً طليعي او ريادي - ففاقد الشيء لا يُعطيه - . باع المستقبل الحلفاء من مسيحيّ 14آذارتلبية لصرخة السلطة المدوية في تيّار يفقد وجوده وحضوره خارج السلطة , ويتحول الى جهة متخصصة بالاجتماعات والبيانات والتصريحات التي لا تغني ولا تُسمن لبناني من جوع . ولم يستمع لوجهات نظرهم وكانت القوات من المصدومين بخيار قرره الرئيس سعد الحريري وطلب من حلفائه الالتحاق به دون أن يكونوا أحراراً في خياراتهم . لذا فقد المستقبل خصائص سياسية كثيرة لطالما اعتبرها قضيته الوطنية من قيام الدولة واسقاط الدويلة الى السلاح والمحكمة الدولية , وبات في قبضة الحزب الذي ارتضاه شريكاً مواكباً ومراقباً لمرحلة تاريخية تُبنى على نتائجها توازنات وصيغ سياسية وطائفية سواء في لبنان أو في سورية , وناصفه حكومة بات المتناصفون  فيها وبها شركاء في السياسة والأمن, وباتت المسؤولية الوطنية في الدور والبعد القومي والاقليمي مسؤولية جهتين ولم يعد حزب الله حزباً متفرداً في خيار القتال في سورية مادامت حكومة الوحدة الوطنية قدّ أقرت التصالح على واقع يفرض نفسه بنفسه ولا قدرة لأحد على التجاوز والتخطي لحواجز من صنع لبنانيين يرون في الحرب السورية معركة لبنانية بامتياز . في مضمون حكومة 8و14آذار توحيد جهتين ورصّ صفوف لمقاومة يشارك فيها المستقبل من حيث يدري لضرب الارهاب الذي يضرب سورية ويهز شباك الأمن في لبنان .