لليوم الثاني على التوالي يعقد المجلس النيابي جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام,
بحضور كافة الكتل النيابية الممثلة لجميع الأفرقاء السياسيين في البلد في مشهد يوحي بإيجابيات تلقي ظلالها على المرحلة المقبلة للمشهد السياسي اللبناني , ومن المتوقع أن تخرج الحكومة اليوم بثقة تناهز الـــ 110 أصوات في دلالة على التوافق السياسي بين جميع الاطراف في إفساح المجال لتقوم الحكومة بمالمهام التي تنتظرها على الصعيدين الامني والسياسي ,ومن الواضح من خلال المناقشات والكلمات التي ألقيت في المجلس النيابي أن احدا لا يريد التعطيل لعمل الحكومة حتى الذين لم يمنحوها الثقة أعلنوا نيتهم تسهيل عملها وعدم العرقلة .
أمام هذا المشهد ستكون حكومة الرئيس تمام سلام بعد نيلها الثقة أمام جملة من الاستحقاقات التي تشهدها الساحة اللبنانية أهمها الوضع الأمني المتردي بقاعا وشمالا واستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية مع اقتراب دخول المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس .
ومع انتظار البدء بالمشاورات المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية حصل تطور ايجابي لافت على الصعيد الامني في البقاع تمثل باعادة انتشار الجيش اللبناني في منطقة عرسال ومحيطها  
إذ رفعت السواتر الترابية التي حاصرت البلدة وقطعت أوصالها ودخلت البلدة قوة من الفوج المجوقل وسط ترحيب أهاليها. وعزّز الجيش انتشاره في مناطق البقاع الشمالي الحدودية في منطقتي عرسال واللبوة، كما أحدثت قوى الامن الداخلي فصيلة لها في بلدة عرسال.
وفي هذا الوقت ينتظر الشمال وطرابلس تحديدا قرارات أمنية جديدة تمنع الفلتان الأمني الحاصل في المدينة وتحد من شلالات الدم التي تشهدها المدينة وتخفف الاحتقان الطائفي والمذهبي الذي بات يهدد المنطقة بما لا يحمد عقباه .
وفي الشمال ايضا برز تطور لافت سيكون على الحكومة معالجته قريبا يتمثل بالتعديات التي يقوم بها الجيش السوري على الحدود الشمالية حيث ناشد اهالي وادي خالد منذ قليل الجيش اللبناني والدولة وضع حد للقصف الذي تشهده المناطق اللبنانية المحاذية للحدود من الجانب السوري .
وفي هذا السياق وعلى ضء هذه الاستحقاقات المصيرية يجب أن تحافظ الحكومة على الاجواء الايجابية التي رافقت تشكيلها والتي ادت الى منحها هذه الثقة المتوقعة وأن تعمل على توطيد الوحدة الوطنية وتؤكد الالتفاف الحقيقي حول المؤسسة العسكرية وتحد من فوضى الخطاب الطائفي والمذهبي الذي تشهده البلاد وأن تدعم بكل قوة دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لعقد طاولة الحوار لما يتركه هذا الحوار من مناخات إيجابية كبيرة على المستوى السياسي والأمني وعلى مستوى الخطاب بين اللبنانيين وهكذا تكون الحكومة حكومة مسؤولة وحكومة قوية تستطيع أن تدير خلافات الافرقاء السياسيين بشكل لا يؤذي البلد ويخفف الاحتقان الطائفي والمذهبي الذي بات يهدد السلم الاهلي .