بعد القصير رُفع من جديد علم حزب الله فوق أنقاض يبرود متيحاً للنصر الذي يجري مع وعلى دمائه أن يكون ممكناً في منطقة وعرة كالقلمون لينعش بذلك حالة نظامية تحتاج الى جُرعات زائدة للتنشيط المعنوي بعد أن خسر النظام نفسه أكثر من مرّة لصالح المُعارضات السورية واحتاج الى من يسترد له بعض ما فقده من مُدن وقرى لاعادة  تعزيز دوره في جغرافية بشرية انتهت وحدتها ولم تعد صالحة كبنية اجتماعية متماسكة . في العودة الى يبرود بُعدٌ معنوي يضاعف من دور حزب الله في سورية ويُبرر له المزيد من التدخل دون أن يكون لأحد من اللبنانيين دوراً في ايقاف اندفاع الحزب خلف الأزمة السورية بل ان الآخرين من قوى 14آذار سيكونون طوع مواقف الحزب لأن منطق القوّة وبطولاتيّ القصير ويبرود ستلقيان بثقلهما على فريق خال الوفاض ولا يملك أي ورقة من أوراق القوّة لمنح مواقفه المتراجعة وسائل ضغط على فريق يلعب بأوراق اقليمية ولا تثنيه أوراق الداخل اللبناني عن دوره الاستراتيجي كعنصر طليعي في الدفاع عن دور ومصالح ايران آيّاً كانت . ان الفوز في يبرود ليس نهاية الأزمة السورية بل هو مؤشر على دور متقدم للمحور الذي يدعم الأسد على حساب الدول الداعمة للمعارضة أيّ أن هناك مكاسب سياسية سيستثمرها الأسد لتحسين شروطه وكذلك حزب الله من خلال اطباقه  الكامل على الدولة والتحكّم بالرئاسات الثلاثة وبباقي الهياكل كما ان ايران ستقايض الانتصارات بملفات عديدة مع الولايات المتحدة الامريكية وبالتالي فان الروسي يحتاج الى استثمار أفضل في مجرى الحرب السورية  في لحظة أوكرانية حرجة . ان الدول الخاسرة ستعيد حساباتها وفق تطور سريع يلبي  من احتياجات المعارضة بمنحها وسائل أكثر فعالية لتحسين أوضاع المعارضة المتردية مخافة وضع سورية في السّلة الايرانية وقدّ تتجاوز بعض الدول مثل المملكة العربية الخطّ الأمريكي الأحمر وتندفع نحو تأمين سلاح نوعي للمعارضة لاعادة  توازن مفقود مع ايران في سورية . من المتوقع وبعد يبرود أن نشهد موجة طائفية كبيرة في لبنان هادرة من  قرية عرسال ومدينة طرابلس, وأخرى مذهبية عارمة في منطقة أُقفلت فيها كلّ الخلافات والصراعات حتى ما تبقى من صراع عربي – اسرائيلي لم يعد له محل من الاعراب لصالح الصراع المذهبي الذي يجذب اليه كلّ السُنّة والشيعة ليتقاتلوا تصفية لحسابات تاريخية ومستقبلية حرص على حروبها فقهاء وعلماء المذاهب بعد شحن لنفوس مسارعة لملاقاة الله مسرورين بذبح بعضهم البعض بسكين الاسلام .