انحسرت موجات الأرز منذ الانسحاب السوري من لبنان بطريقة سريعة ماتت معها شعارات الحرية والسيادة والاستقلال وسقطت مقولات الدولة وانفرط معها عقد التحالف بين أطراف التوازن داخل فريق 14آذار وكانت الانسحابات من تجمع الأرز علامات واضحة على فشل التحالف وقدّ دشّن رئيس كتلة النضال النائب وليد جنبلاط أول عملية فرار ولحف به الكثيرون فعلياً أو عملياً من خلال تعليق حضورهم في جلسات الأمانة العامة لقوى 14آذار وجاء موقفي الحكيم ودوري شمعون مساهمة تعبير واضح عن الخلل القائم في جهة فقدت دورها نتيجة لأخطاء فادحة في السلطة والمعارضة .  كانت الحشود الأولى لفريق الرابع عشر من آذار تبعث على اطمئنان في احداث تغيير ما في بنية السلطة وتعزيز منطق الدولة وكانت الرهانات على دوره تزداد باستمرار أمام لوح كامل من الشعارات الوطنية المكتوبة بدماء الشهداء وسرعان ما تبين فساد قيادة لم تنجز شيئًا مما رفع على صليب الانسحاب السوري من لبنان من خلال ممارسة سلطوية سلبية أزالتها من الحكومة ودفعتها اضطرارياً الى مزاولة معارضة لا تعرف عنها شيئًا فخسرت دورها في المعارضة كما لم تربح دورها في السلطة . في كل مناسبة يتأكد تآكل جماعة 14آذار من الداخل وتتقلص مساحات وجودهم وحضورهم الشعبي بطريقة أخرجتهم من ساحة الفعل السياسي الى مجرد زبائن في السوق السياسي لصالح طلب وعرض فريق الثامن من آذار وباتت أدوارهم مقفلة على قاعة البيال في حُقن من الخطب الممجوجة والتي لا تُسهم في تعديل شيء من الواقع المُزري في لبنان والتي لا تبعث الاّ على تصفيق حضور من بقايا المستفيدين من الرأسمال المادي والمعنوي لفريق14آذار بحماسة باردة لاعتيادهم على التصفيق ودون جدوى . لقد احتفل تيّار المستقبل بيوم ميلاد جبهة 14آذار في ظل انقسام حاد في الرؤية بينه وبين حزب القوّات اللبنانية  شريكه الوازن في الاصطفاف السياسي وفي ظل تسوية بينه وبين خصمه حزب الله على خلفية التخلص مما تبقى من شعارات لم تكن معروضة للبيع وباتت أسعارها معروفة . من ساحة الشهداء الى قاعة البيال مسيرة جهة مدعوة الى وقفة جريئة للتصالح مع نفسها أولاً ومع جمهورها ثانياً لـتأكيد ثلاثيتها ( سيادة – حرية – استقلال ) البديلة عن ثلاثية 8آذار( شعب – جيش – مقاومة ) .