بعدما طال الانتظار ملفوفا بكتمان وغموض، بزغ فجر الاحد حاملا خبر قرب إطلاق سراح راهبات معلولة... ذهب اللواء عباس ابراهيم الى دمشق وعاد ظهرا،في وقت وصل رئيس الاستخبارات القطرية غانم القبيسي، سرت أخبار عن قرب إطلاق سراحهن بعد ما يقارب الأربعة أشهر على احتجازهن. مع تقدم ساعات النهار تأكد خبر خروج الراهبات الى الحرية، بعد إنهاء بعد التفاصيل اللوجستية، فيما بقيت المعلومات المتضاربة بشأن الطريق التي سيسلكها موكبهن من الأراضي السورية الى الأراضي اللبنانية، ومن ثم الى سورية عبر معبر المصنع جديدة يابوس. في المصنع تجمهرت حشود غفيرة لاستقبال الراهبات ومرافقتهن الى حين دخولهن الأراضي السورية مندوب من الأمن العام اللبناني وموفد قطري توجها في موكب الى بلدة عرسال لاستلام الراهبات، لنقلهن الى جديدة يابوس. بعد عثرات في اللحظات الاخيرة لإتمام صفقة التبادل طرأت تجسدت بطرح تجزأة الموضوع للتأكد من الإفراج عن المعتقلات من سجون الأسد، وبعد تجدد المفاوضات انتهت قصة راهبات معلولا.خرجن الى الحرية مقابل الإفراج عن مئة واثنيتن وخمسين سجينة سورية في سجون النظام. جبهة النصرة التي احتجزت الراهبات لأربعة اشهر تولت نقلهن ليلا الى منطقة جردية في عرسال حيث تمت عملية التسلم والتسليم بحضور عناصر من الأمن العام اللبناني. بعيد خرجهن الى الحرية فجرن الراهبات قنبلة لم يتوقف عندها الجميع، فأعلنت رئيسة دير مار تقلا في معلولا الأم بيلاجيا سياف أنهن كن محتجزات في فيلا يملكها شخص مسيحي يدعى جورج حسواني لمدة شهرين، كانوا قبلها لدى جبهة النصرة. وهنا يبرز السؤال، لمذا الراهبات كن لدى شخص مسيحي ومن هو جورج حسواني ولماذا لم يثر أحد إهتماما بهذا الموضوع؟ ربما الأيام القادمة تكفل في كشف هذا المستور. قنبلة أخرى فجرتها الراهبات في وجه نظام الأسد وماكيناته الدعائية والإعلامية وملحقاته، فأعلنّ أنه خلال احتجازهن لدى جبة النصرة، لم يلقوا أي سوء معاملة، لا بل عوملن بكل احترام وتقدير، واحتفظن بحقهن في ممارسة طقوسهن الدينية، وعند السؤال عن ظهورهن بشريط مصور قبل فترة دون صلبانهن أجابت الأم سياف:" لم يطلبوا منا نزع الصلبان، بل نحن لم نضعها لأن المكان غير مناسب. حظيت الراهبات باستقبال حافل، فيما لم تعرف تفاصيل عن المعتقلات المحررات من سجون الأسد، ولم يلقين من يستقبلهن، ولم يرافقهن إعلام ولم تنشر أسماؤهن.

الراهبات قلن كلمتهن بأن أحدا لم يتعرض لهن، فهل من يسأل نفسه، ماذا ستقول المعتقلات الخارجات من جحيم الأسد؟ وهل من يسألهن عن ما ذاقوه من عذاب؟