حين سألت أحد الضباط في العام ٢٠١٠ عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي حينها اللواء أشرف ريفي، كان الجواب:" إنه الرجل المناسب في المكان المناسب." فهو الحازم الكتوم الجريء المقدام والحريص." ضباط آخرون، يخبرون عن نزاهة اللواء أشرف ريفي وعدم تهاونه مع أي مخل، وعدم رضوخه لأي ضغط، كان هناك إجماع لدى الكثير من الضباط والعناصر عن أن الرجل حقا رجل، وهو الحريص على أمن البلد وأمن جميع اللبنانيين دون استثناء، ولطالما كانت له اليد الطولى، في إنقاذ مواطنين وسياسيين من الضفتين من عمليات إرهابية.

بإختصار أجابني ضابط آخر أن اللواء، يسير في خط مستقيم دون أن يحيد.

سياسيون كثر كانوا في الإعلام يهاجمون اللواء أشرف ريفي، كما كانوا يهاجمون اللواء الشهيد وسام الحسن الذي بعد استشهادوا خرجوا يبكون الشهيد ويتفاخرون في صلاتهم الوثيقة به، وفي ما قدمه لهم في سبيل حماية أرواحهم. كان السياسيون يهاجمون رجل الأمن في السياسة وفي الإعلام، ولكن في الأمور الأمنية كان اللواء ملجأهم. بعد تقاعده ظلت السهام موجهة اليه من قبل حزب الله وجوقته السياسية، وأنزلوا فيه اتهامات وصلت حد تحليل دمائه.

في إحدى ليالي مشاورات تشكيل الحكومة المظلمة، أنار درب تسهيل التشكيل اسم اللواء ريفي، فجوبه برفض مطلق من قبل حزب الله، ما هي أيام قليلة حتى شكلت الحكومة وحل اللواء فيها وزيرا للعدل، تجهمت وجوه، انسلّت ألسنة وارتجفت ركاب، وخارت أرواح، فالظل الأمني الذي أسطع إنجازات أمنية خصوصا في كشف شبكات العملاء للعدو الإسرائيلي وكشف مخطط سماحة مملوك الإرهابي، غدا على رأس الجهة القضائية المخولة إصدار الأحكام بحق هؤلاء المجرمين.

ساعات قليلة مضت على تربع أشرف ريفي على عرش العدل، حتى سلكت القضايا طريقها الى حيث يجب أن تسير، أحيلت الجرائم والتفجيرات الإرهابية الى المجلس العدلي، سطرت مذكرة توقيف بحق النائب السابق علي عيد لاتهمامه بالضلوع في تهريب متورطين في تفجيري المسجدين في طرابلس، وقضايا أخرى، فأثبت الوزير جدارة خلفت تصميمه لإحياء العدل.

بعض الأقلام التي هاجمت رئيس الجمهورية واتهمته بالعمالة، أيضا وجهت اتهاماتها لوزير العدل على خلفية احالته القدح والذم بحق رئيس الدولة الى القضاء المختص، وهنا لا بد من التذكير، الى أنه لم يبلغ أحد مستوى حزب الله في مهاجمة ريفي وتعبئة شارعه ضده، إلا أن حزب الله يعلم علم اليقين مدى نزاهة الرجل وشرفه، وما كان من مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا أن قام بزيارة الى منزل ريفي وكان ذلك للتباحث في الأمور الأمنية والمخاطر التي تتهدد لبنان وبيئة حزب الله، وهذا السلوك ليس سوى خير دليل عن مدى حاجة حزب الله لشهامة ريفي ونزاهته، وهذا المشهد نحيله الى المتهجمون علهم يسألون قياداتهم عن كل اختلاجاتهم الناجمة عن ما عبأتهم به تلك القيادة في السابق، ومن المفترض أن يكون الجواب الصادق بأن أشرف ريفي لواء الأمن ووزير العدل بحق.